هذا الكتاب والذي يُنشر لأوّل مرّة - حسب علمي ـ لعله هو أوّل کتاب مغربي في أسباب النزول يرى النور، فالمؤلفات المعروفة والمطبوعة في أسباب النزول مِثل أسباب النزول للواحديّ، والعُجاب في بيان الأسباب لابن حجر العسقلاني، ولباب النقول في أسباب النزول للسيوطي كلها مؤلّفات ،شرقيّة فلا تجد إلى غاية كتابة هذه السطور كِتابًا في أسباب النّزول العالم مِن الغَرب الإسلامي.
من هنا تأتي فائدة تحقيق ونشر هذا الكتاب ليسدّ هذه الثّغرة هذا من جهة ومن جهة أخرى ونظرا للمادة العلميّة الثّريّة التي حواها هذا الكتاب فإنّ في نشره نَشرًا لموسوعة عِلميّة في أسباب النزول تفوق بمادتها ما طبع لعلمائنا القدامى في هذا العلم (علم أسباب النزول) المهمّ لفهم كتاب الله وتدبره.
وأيضًا ممّا يزيد من أهميّة هذا الكتاب ما حواه من نقول عزيزة من الآن في حكم المفقود أو لم تطبع بعد ككتاب أحكام القرآن للقاضي إسماعيل المتوفي عام ۲۸۲هـ ،وتفسير بَقي بن مخلد المتوفي عام 276هـ، وتفسير عبد بن حميد المتوفي 249هـ، وكتاب القصص والأسباب لعبدالرحمن بن محمّد بن فطيس القرطبي المتوفي 402هـ .
والمؤلّف وإن كُنا لا نعرف عنه إلّا النزر اليسير، فإن كتابه هذا شاهد على سعة اطلاعه وتبحّره في علم التفسير والحديث النبوي والسير والتّاريخ ، لذا فلا عجب أن يأتي وصفه على صفحة عنوان المخطوطة بـ: الشيخ الفقيه الأستاذ العَلَم الراوية المحدث الحافظ .
وعلى ضوء ما تقدّم يأتي تحقيق هذا الكتاب ونشره بين الناس ليعم نفعه ويكون لهم معينًا لفهم كلام الله عز وجل ولعلّي بهذا الجهد أكون ممن قدم خدمة لكتاب الله ومِمَّن قدّم خدمة لديننا الإسلامي وعَمِل بفكره وقلمه إن شاء الله تعالى.
هذا، وقد حاولت في هذا التحقيق جاهِدًا أن أُقدِّم للقارئ كِتابًا سهل التناول والقراءة، مُوَثّق النّصوص، مزوّدًا بفهارس عِلمية تقريبا لمادته وتسهيلا للاستفادة منه ولا أنزّه عملي هذا عن الزلل والخلل والتقصير، فالكمال غاية لا تُدرَك، وهو له وحده سبحانه.