جمع فيه المؤلف علوم القرآن التي كانت مفرقة في مصنفات مستقلة ، كأسباب النزول ، ومعرفة المناسبات بين الآيات ، وعلم القراءات ، وإعجاز القرآن ، والناسخ والمنسوخ ، وإعراب القرآن ، والوجوه والنظائر ، وعلم المتشابه ، وعلم المبهمات ، وأسرار فواتح السور وخواتمها ، ومعرفة المكي والمدني . حاول المصنف في هذا الكتاب أن يستوفي كل علم بمفرده باختصار ، فكان يؤرخ له ، ويحصي الكتب التي ألفت فيه ، ويشير إلى العلماء الذين تدارسوه ، ثم يذكر مسائله ، ويبين أقوال العلماء فيه ، وينقل آراء علماء التفسير والمحدثين والفقهاء والأصوليين وعلماء العربية وأصحاب الجدل . وقسم كتابه إلى سبعة وأربعين نوعا ، ويذكر في النوع الواحد فصولا وفوائد وتنبيهات ، فجاء الكتاب من أجمع الكتب التي صنفت في علوم القرآن وأكثرها فائدة ، واعتمد عليه كل من جاء بعده ، وخاصة السيوطي وكان أسلوب الكتاب سهلا ، واضحا ، أدبيا ، ويكثر فيه الإستشهاد بالآيات الكريمة ، وأبيات الشعر ، وينسب الأقوال إلى أصحابها .
أروي هذا الكتاب بالإسناد المتصل إلى مؤلفه إجازة عن شيخنا أبي الفيض محمد ياسين بن عيسى الفاداني المكي – حفظه الله – عن الشيخ حسن بن سعيد يماني ، عن السيد حسين بن محمد الحبشي المكي ، عن أبيه ، عن المفتي السيد عبد الرحمن بن سليمان الأهدل ، عن الصفي السيد أحمد بن محمد شريف مقبول الأهدل ، عن السيد يحيى بن عمر مقبول الأهدل ، عن السيد علي بن أبي بكر البطاح الأهدل ، عن السيد أبي بكر بن أبي القاسم الأهدل الملقب بسراج العلوم ، عن السيد الصديق بن محمد الخاص ، عن العلامة حميد بن عبد الله السندي المدني ، عن الشهاب أحمد بن محمد بن حجر الهيثمي ، عن الحافظ أبي الفضل عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي ، قال : أخبرنا بها العلامة تقي الدين أحمد بن محمد الشمني إجازة عن أبيه العلامة كمال الدين محمد الشمني ، عن مؤلفه العلامة بدر الدين محمد بن عبد الله بن بهادر الزركشي .