فقد وفقني الله في طباعة هذا الكتاب ثلاث طبعات، وجاء عدد صفحات الطبعة الثانية والثالثة - أيضا - ٣٥٦ ص ، ومع جزالة أسلوبه وترتيب معلوماته ليناسب جميع المستويات إلا أنّ بعضهم استصعب تدريسه للمبتدئين والمبتدئات، وربما كان ذلك للتوسع في بسط المعلومة وكثرة عدد صفحاته، ولقد أشار علي منذ سنوات بعض الأفاضل في عمل مختصر لهذا الكتاب لتعم الفائدة أكثر ووافق ذلك رغبة في نفسي، وخاصة بعد ما علمتُ إحجام بعضهم عن تدريسه للمبتدئين والمبتدئات لما سبق ذكره، فعزمت على اختصاره لَمّا أصبح طلبا ملحا لا بُدَّ منه، من غير إخلال بشيء من أبوابه وفصوله ومباحثه ومسائله وبكل ما يميزه عن كتب التجويد الأخرى، فجاء في ثوب جديد وحُلَّة مبهجة، وجاء مناسبا لجميع المستويات، وجاء هذا الاختصار أكثر ما يكون في الأسلوب، وليس في شيء من المعلومات الأساسية، مع حذف بعض الهوامش والتراجم والجداول ونحو من هذا مما لا يُؤَثّر على شيء من جوهر الأصل. ولا يعني هذا الفرق وجود حشو في الأصل ولا خَلَلٌ في المختصر، ويبقى لكل منهما ما يُميزه فمن أبقى على أصل الكتاب وفيه إشباع للمعلومة - فحَسَنٌ، ومن اكتفى بهذا وفيه اختصار في الأسلوب وعرض للمعلومة غير مُخلّ - فهو حَسَنٌ أيضا.
قاله وكتبه خادم العلم والقرآن فؤاد بن جابر بن عبد السلام مقرئ القراءات العشر الصغرى والكبرى - ماجستير في التفسير