مدارسات في القرآن الكريم تعرض مشروع « مجالس القرآن » بصورة عملية بهدف بيان منهج الاشتغال بكتـاب اللَّـه، وكيفيـة إعــادة بنــاء الأنفس على وزانه، ووفق مقاييس تصميمه؛ حيث يقدم من خلال بعض سور القرآن الكريـم كيفيـة تلـقِّي «الهدى المنهـاجي» الذي تتضمنه كل سورة.
فهو بيان عملي لما يرجى أن تسير عليه «مجالس القرآن» من تلقِّي رسالات الهدى بكتاب اللـَّه؛ عسى أن ينال الجلساء المتدارسون من بركات هذا القرآن خُلقًا ربانيًّا يجعلهم على هدى من ربهم في أمر الدين والدعوة تأسيًا بمن «كان خلقه القرآن» عليه أفضل الصلاة والسلام.
كتاب "مجالس القرآن" للعلامة المغربي الدكتور فريد الأنصاري (رحمه الله) يُعدُّ إحدى التحف العلمية والأدبية التي تجمع بين عمق التأمل القرآني وجمالية الأسلوب، حيث يقدم المؤلف رؤيةً متجددة لفهم كتاب الله عز وجل، من خلال منهجية تربوية تهدف إلى تعميق الصلة بالقرآن الكريم، لا كمادة للقراءة فحسب، بل كمصدر للتأمل الروحي والفكري.
الدكتور فريد الأنصاري ( توفي عام 2009م ) كان عالماً ومفكراً إسلامياً مرموقاً، اشتهر باجتهاده في تجديد الخطاب الديني، وترك إرثاً علمياً غنياً، من أبرزه هذا الكتاب الذي يُعتبر من أهم مؤلفاته.
يأتي الكتاب في ثلاثة مجلدات، تتوزع عليها "مجالس" قرآنية متنوعة، تهدف إلى تفكيك النص القرآني وفهمه عبر سياقات متعددة:
لماذا يُعتبر الكتاب مهماً؟
ربط القرآن بالواقع: يمتاز أسلوب الأنصاري (رحمه الله) بقدرته على جعل النص القرآني حياً في ذهن القارئ، من خلال أمثلة معاصرة وقصص واقعية.
السهولة مع العمق: يجمع بين لغة أدبية رصينة وأفكار عميقة، دون تعقيد أكاديمي، مما يجعله مناسباً لجمهور واسع.
التأثير الروحي: يُعد الكتاب منهاجاً تربوياً لتهذيب النفس، خاصةً في أوقات العبادة المكثفة كشهر رمضان، حيث يُوصى بقراءته كجلسات يومية للتدبر.
"مجالس القرآن" ليس كتاباً يُقرأ مرة واحدة، بل هو رفيق دائم لكل من يريد أن يعيش مع القرآن كأنه يُنزل عليه.