يُعد كتاب البدور التامات في بديع المقامات لابن الحداد الموصلي، في قيمته الأدبية، ثالث ثلاثة كُتب ألفت في فن المقامات بعد مقامات الإمامين: الهمذاني، والحريري، وابن الحداد على خمول سيرته هو رائد هذا الفن في القرن السابع الهجري، وعدة مقاماته ثلاثون مقامة من نسج الخيال، كل مقامة منها درة من الدرر، يقص في كل منها قصةً أدبية طريفة، بقلمه الفكاهي المسجوع الساخر، يحكيها على لسان راويته المقدام بن غنام العاني، ويُمثلها بطله أبو الحسن الصنعاني وعلى البطل تدور قصة المقامات، يخرج علينا فيها بزي تنكري ليُعمي على الناس حقيقته، ويُظهر لهم في الأدب ،براعته، حتى يستولي على قلوبهم وعقولهم وأموالهم ويوتي هاربا ! وقد جاءت هذه الطبعة محققة لأول مرة على نسخة خطية فريدة منقولة عن نسخة المؤلف ومقابلة عليها، وقد اعتنينا بالنص المحقق عناية فائقة، وضبطنا ألفاظه، وشرحنا غريبها، حتى تناسب جماهير القراء، وختمناه بجملة من
الفهارس الفنية الكاشفة لمكنون الكتاب.