دراسة أدبية ضمت بين دفتيها سجالا دارت رحاه على قصيدة إيليا أبي ماضي المسماة بالطلاسم التي كتبها أبو ماضي بيد الشك ومشاعر الضياع، تائها في مهمة الجحود عن عظمة الإله وحكمته.
يقول الكاتب في صدر دراسته هذه: ما كنت أظن أني أزمع سفرا طويلا في شعاب الفكر وفجاج البحث يمتد إلى نحو من ست سنوات حينما عزمت على كتابة هذا الكتاب، إلا أن فيضا معرفيا تكشف لي حينما جرى قلمي في طرسه ... لقد أدركت منذ البداية أنه لا يختص بالأدب فقط ... إنه حديث مستفيض في الأدب والشعر والفلسفة والتاريخ والتراجم واللغة والعقائد والفرق والتصوف، ولكن الشعر على وجه التحديد هو المهيمن على موضوعات هذه الدراسة.
ثم يقول: «كنت أعلم أن هذه القصيدة صوت نشاز في معاني لسان العرب... ثم عزمت على استقصاء القصائد التي عارضتها، حتى اجتمعت عندي ست قصائد تصلح أن تجمع في دراسة حول الطلاسم ومعارضاتها.
وصدر الكاتب كتابه هذا بالتعريف بفن المعارضات وتاريخه، وعلاقة الشعر بالفلسفة، ودور الشعر في الملاحم الفكرية في ماضينا وحاضرنا . ثم عطف على أبي ماضي وطلاسمه، واجتهد في إنصاف أبي ماضي والتمييز بين إبداعه وإلحاده. وعرض بعد ذلك معارضات الطلاسم الست؛ مسبعا بمعارضته هو لتكون التعبير الذاتي الأخير عن موقفه من تلك الطلاسم التائهة.