من أنفاق غزة إلى الفضاء المُعَسكر فوق المناطق المحتلة، يكشف إيال وايزمان عن ميكانيزمات السيطرة الإسرائيلية التي تُحيل القرى، والبلدات، والطرق الفلسطينية إلى شرَكٍ تكون فيه المعالم الطبيعية والمبنيّة في خدمة الغايات العسكرية. يقتفي وايزمان مسار تطور هذه الاستراتيجية بدءًا من تأثير الأركيولوجيا في التخطيط المديني، وإعادة صياغة مفهوم الدفاع على يد آرييل شارون خلال حرب ١٩٧٣، ثمّ من خلال تخطيط المستوطنات وطرزها المعمارية، وصولًا إلى إلى الخطاب الإسرائيلي المعاصر وممارسات الحرب المدينية والاغتيالات الموجَّهة من الجو.
يميط «أرض جوفاء» اللثام عن طبيعة النظام السياسي الإسرائيلي، ويكشف عن الحقيقة المروّعة لأحد أعقد المشاريع الاستعمارية في العصر الحديث.
«أين تريد إسرائيل لمليوني فلسطيني أن يذهبوا؟ إنها لا تكترث لهم، بل وتدَّعي أن غزة «لم تعد محتلة» (وكلمة «لم تعد محتلة» غريبةٌ هنا؛ لأن إسرائيل لم تقبل قطُّ تسمية وجود مستوطناتها في غزة احتلالًا)، وبالتالي فإن واجباتها بوصفها «قوة احتلال» طبقًا للقانون الدولي لم تعُد تنطبق عليها (وهي لم تقُم بها مطلقًا على أية حال).
غزة بالأحرى «كيانٌ معادٍ» وهذا تصنيفٌ يسمح بمهاجمتها وتجويعها بوصفها دولةً معادية، ولكن بدون الحقوق السيادية التي تستوجبها إقامةُ دولة.
وقد استمر هذا اللعب على الحبلين منذ عام ١٩٦٧ إلى الآن؛ فإسرائيل تستخدم الحقوق التي يمنحها القانون الدولي للمحتل العسكري، مثل بناء «منشآتٍ عسكرية مؤقتة»، بينما تتجاهل واجباتها مدعيةً أن هذا الوضع ليس احتلالًا، ولم تقبل الأمم المتحدة قطُّ هذا التصنيف الأناني المتناقض لوضع غزة، ولا تزال تعتبر إسرائيل محتلَّةً لغزة؛ لأنها تسيطر على جميع مناحي الحياة فيها».