يشهد واقع الأسرة اليوم تحولًا جذريًّا مع تحول تركيز الأسرة إلى الشاشات؛ فالأطفال يرسلون رسائل نصية طوال اليوم إلى أصدقائهم، أو يدخلون على الإنترنت لأداء واجباتهم المدرسية، بينما الآباء يعملون على الإنترنت على مدار الساعة. لقد أدى الوصول السهل إلى الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي إلى محو الحدود التي تحمي الأطفال من التعرض لما يضره، وغالبًا ما يشعر الآباء بأنهم يفقدون تواصلهم الفعال مع أطفالهم، بينما يشعر الأطفال بالوحدة والاغتراب. لقد وُلد العالم الرقمي ليبقى، ولذا فالسؤال الأهم هو ما الذي تخسره الأسرة مقابل مكاسب التكنولوجيا؟
توضح عالمة النفس الشهيرة كاثرين ستاينر أدير أن الأسر في أزمة وأمام مأزق أكبر مما يتصورون، لا تخلف عوامل التشتيت المزمنة للتكنولوجيا وراءها آثارًا عميقة ودائمة فحسب، بل يحتاج الأطفال أيضًا بشدة إلى الآباء لتوفير ما لا تستطيع التكنولوجيا توفيره؛ ألا وهو التفاعلات الوثيقة والفعّالة مع البالغين في حياتهم. واستنادًا إلى قصص واقعية من عملها السريري مع الأطفال والآباء وعملها الاستشاري مع المعلمين والخبراء في جميع أنحاء العالم، تقدم ستاينر رؤى ونصائح يمكن أن تساعد الآباء على تحقيق قدر أكبر من الفهم والثقة أثناء تفاعلهم مع الثورة التكنولوجية التي تتكشف في غرف المعيشة اليومية.