يواصل الأستاذ الدكتور أحمد هويدي إعادة نشر الكتب ذات القيمة العلمية التي نفدت من الأسواق بل واستهلكت في المكتبات، فينشر كتابين معًا للمرحوم الدكتور فاروق محمد جودي في مجلد واحد باسم "الصهيونية واللغة العبرية". والأصل كان كتابين هما "الصهيونية واللغة" والثاني هو "الصهيونية وإحياء اللغة العبرية في العصر الحديث".
وكما يتضح من العنوانين، فالتركيز هنا كان على اللغة العبرية ورؤية الصهيونية الحديثة لها في إطار مشروعها الاستيطاني في أرض فلسطين التاريخية، فهي وكما أسست للأيديولوجية بالمخالفة للدين اليهودي نفسه، فإنها قامت - بالمخالفة للواقع - باختراع لغة جديدة وفرضتها على "الشعب" اليهودي من أجل تأسيس مجتمع له قوام أمة، لها أيديولوجية ودين ولغة.
فيستعرض الدكتور جودي في بحث شامل تاريخ اللغة العبرية بتنويعاتها المختلفة وعلاقتها بأخوتها الساميات والدين اليهودي، ليصل في النهاية إلى اللغة العبرية الحديثة وكيف تم "عملها" بالاستعارة من لغات أخرى كثيرة وأهمها العربية.
تولى مهمة إعادة نشر الكتابين ودمجهما في كتاب واحد الأستاذ الدكتور أحمد هيكل، أستاذ اللغة العبرية بكلية الآداب جامعة حلوان، فقدم لهما بمقدمة كبيرة عن مفاهيم الصهيونية المختلفة، كما عمل الحواشي وأدخل منطوق الألفاظ إلى المتن بعد أن كانت في جدول في آخر الكتاب القديم، مع إضافة المصطلحات والاقتباسات العبرية والتوراتية وذكر مظانها في المتن التوراتي.