حواشي ابن هشام الأنصاري على التبيان في إعراب القرآن

٧٥

وَاحِد مِن مؤلَّفات ابن هِشَام الأنصاريّ التي كانت مجهولة إلى وقتٍ قريب، وهو عبارة عن تعليقات وحواشٍ كتبها بخطِّه على نسخة نفيسةٍ عتيقةٍ من كتاب «التِّبْيَان في إعراب القرآن» لأبي البقاء العُكْبَرِيّ(ت616هـ)، أظهر فيه ابن هشام التحرير والتدقيق، والاجتهاد والتحقيق، والتأييد والمعارضة، والموافقة والمخالفة، والمناقشة والتعقيب، بما يدل على شخيصته العلميَّة، ذاكرًا الحُجَج التي تَدعم وجهة نظره.

وتَرجِعُ أهميَّة هذا الكتاب إلى أنَّه اشتمل على نصوصٍ من مؤلَّفات مفقودة، كـ«الوَقف والابتداء» لأبي حَاتِم، و«تفسير سورة الإخلاص» لابن الدَّهَّان، أو مخطوطة، كـ«مَرج البحرين في فوائد المشرقين والمغربين» لابن دحية، و«الغُرَّة اللائِحة والمُسْكة الفائِحة في الحُظوظ الصَمديَّة والمَفاخر المُحمديَّة» لابن المِصريّ.

كما وقف فيه ابنُ هِشام حَكَمًا بين ابن عطيَّة والزمخشريّ وأبي البقاء وأبي حيَّان، فضلًا عن غيرهم، فظهرت ترجيحاتُه واختياراتُه في التفسير، وعنايته بآراء العلماء وذكر الخلاف بينهم ممَّا يُمهِّد للباحثين دراسة جهوده في التفسير، ودراسة مواقفه من المفسرين عمومًا، ومن هؤلاء على جهة الخصوص، ناهيك عن موقفه من كتاب «التبيان» توضيحًا وتوجيهًا، وإصلاحًا وانتقادًا، وتكميلًا وتقييدًا.

كما ظهرت فيه عنايةُ ابن هشام بالتفسير؛ إذ أفصح عن موقفه من إعراب كثير من الكلمات القرآنية، وبيان المعنى المختار منها، بِناءً على ما هو في المعنى أظهر أو للسياق أنسب، أو عليه الأكثر أو الأولى، ولِمَ لَا وقد تولى تدريس علم التفسير بالقُبَّة المنصوريَّة بالقاهرة.

ومِن ثَمَّ كان هذا الكتاب إضافة ثريَّة للمكتبة العربيَّة، خاصة أنَّ هذا السِّفْر النَّفِيس أَثَرٌ من آثار عَالِم جَليل، هو ابن هشام الأنصاريّ.

تفاصيل المنتج
  • الوزن
    ٢ كجم
  • ٧٥
إضافة للسلة

منتجات قد تعجبك