إنّ من أهم المعالم الحضارية والتاريخية التونسية مدينة القيروان، وجامعها الأعظم، جامع عقبة بن نافع الفهري، ومكتبتها الأثرية الزاخرة بالكتب النادرة والمخطوطات النفيسة، والموجودة الآن بمقصورة الجامع، وهي جزء متبقّ من "بيت الحكمة" الذي أسّسه الخليفة زيادة اللّه الثالث، آخر ملوك بني الأغلب، وجعل على رأسه العالم الرياضي إبراهيم الشيباني البغدادي، واستمرّ هذا البيت يقوم بمهمّته حتى انتقال المعز لدين اللّه الفاطمي إلى القاهرة سنة 361هـ/971م، فنقل معه معظم الكتب إلى هناك وأسّس بها دار العلم.