أما بعد، فإنَّ لكل علم أعلامًا نبلاء وأعيانا نبهاء، أسسوه وفرعوه، وفتقوه وشرحوه، وأحكموا قواعده وشيدوا بنيانه، تقبح الغفلة عنهم وعن طبقاتهم ومراتبهم، إذ معرفة ذلك العلم وتمييز ما يصح فيه مما لا يصح يتوقف على معرفة أعلامه ومراتبهم في الحجة والثقة.
ومن أهم وأنفس الكتب التي اعتنت بتراجم علماء العربية كتاب مراتب النحويين للإمام أبي الطَّيِّب اللُّغَوي رحمه الله، فإنه بمثابة المدخل إلى معرفة علماء العربية الأولين، وذلك لغزارة مادته وجزالة لفظه وصغر حجمه.
ومع ذلك لم يعد له رواج بين طلاب العلم ومحبي المعرفة، ولعل من أسبابه تقادم العهد بطبعه وتطاول الأيام به، فأحببت أن أسهم في إحيائه ونشره بعناية تليق به.
وقد قدمت للكتاب تقديما ذكرت فيه المباحث الآتية:
المحقق سراج منير
