تاريخ الإمبراطورية الأموية في خير القرون - حمود الحربي

المجد التليد والتاريخ المجيد

٨٠

أخي القارئ الكريم : فإن تاريخ بني أمية قد أصابه الكثير من التشويه، وغدا كأنه قد حدث انفصال مباشر بين العهد الراشدي والعهد الأموي دفعةً واحدة، حتى أصبح الكثير من الناس يظنون أن الإسلام لم يمكن له إلا في العهد النبوي والراشدي.


وقد طعن بهذا العصر من جهات متعددة، طعن به من جهة خصومهم السياسيين من بني العباس الذين دوّن التاريخ في أيامهم، وطعن به من جهة أعدائهم في الداخل والخارج، والخوارج من جهة أخرى، وهم الذين ظنوا على أيديهم أعنف الضربات، وطُعن به من جهة أصحاب المشاعر من المسلمين الطيبين الذين هالهم ما أصاب انتقال الحكم من شورى أيام الخلفاء الراشدين إلى نظام ملكي أيام الأمويين.


وطعن بالعهد الأموي من عوام المسلمين الذين لا يعرفون من التاريخ إلا ما تناقلته الألسن وشاع بين الناس، وما تداولته الأيدي من كتب الله أعلم بواضعها، هؤلاء جميعاً تكلموا عن الأمويين دون تفريق، قد يكون بعضهم بقصد وآخرون من غير قصد، وروَّجوا الشائعات التي أشيع عن بني أمية من غير دراسة أو تحليل.


وساعد على قبول مثل هذه الروايات لدى الناس تأخر أكثر بني أمية في قبول دعوة الإسلام، حتى وقف أكثرهم في الصف المعادي تمامًا للدعوة، بل قادوا قريشاً لحرب الإسلام، وجيشوا الجيوش وحزبوا الأحزاب ضد المسلمين، وكان على رأسهم أبو سفيان صخر بن حرب الذي تنسب إليه الأسرة الأموية الأولى، وأسلم قبل فتح مكة وحسن إسلامه، وتولية رسول الله ﷺ له على نجران، ووفاته ﷺ وهو راض عنه، وأرسل أبي بكر الصديق رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُ له إلى اليمن ليكون على الصدقات، وحسن صنيعه في الجهاد إذ سار مع الجيوش المجاهدة إلى الشام وهو شيخ كبير قد قارب السبعين من العمر، وموقفه في معركة اليرموك وحثه أبنائه على الجهاد والتضحية في سبيل الله تعالى.

تفاصيل المنتج
  • الوزن
    ٠٫٥ كجم
  • ٨٠
نفدت الكمية
المنتج غير متوفر حاليا

منتجات قد تعجبك