يُعدُّ كِتابُ "جَمهرَةُ نَسبِ قريشٍ" لِلزُّبيرِ بنِ بكّار (ت٢٥٦هـ)، مِن كُتُبِ التُّراثِ التّليدِ، وهو أصلُ كُتُبِ الأنسابِ قاطِبةً فقد نَقلَ منهُ المُفسّرونَ والمُؤرِّخونَ وشُرّاحُ الحديثِ والأُدباءُ في مُختَلَفِ العُصورِ، ذكَرَ فيهِ ابنُ بكّارٍ مَحاسِنَ قُريشٍ، ونشَرَ فضائلَهُم، وحشدَ أخبارَهُم وأشعارَهُم، وقد وُصِفَ كِتابُهُ بأنّهُ :«كِتابُ عجبٍ لا كِتابُ نسبٍ»، وقد جَعَلَت تِلكَ الاستِطراداتُ الأنسابَ تَتوارى، لِذا انتَخبَ المُراديّ (القَرنِ السّادسِ) منَ "الجَمهرَةِ" ما تعلّقَ بِالنّسبِ وجَرّدَهُ مِمّا يُستَغنى عنهُ بِكُتُبِ الأدبِ إلاّ ما دَعَت إليهِ الحاجة، وحافَظَ لنا على صُلبِ الكِتابِ الّذي قامَ علَيهِ، كما حَفِظَ لنا جُزءًا مُهمًّا ممّا فُقِدَ منهُ، إذ الشّطرُ المفقودُ مِن الجَمهرةِ أكثرُ منَ الموجودِ، وقد كانَ تَجريدُ المُراديّ لهُ دقيقًا، فلم يندَّ عنهُ شيءٌ منَ الأنسابِ.