لا شَكَّ أنَّ مَسْألةَ "الفِتْنَةِ" الَّتِي وَقَعَتْ في الصَّدْرِ الأوَّلِ بَيْنَ الصَّحَابَةِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُم، تُعْتَبَرُ مِنْ أهَمِّ الأحْدَاثِ الَّتِي وَقَعَتْ في تَارِيْخِ الإسْلامِ، لأجْلِ هَذَا فَقَدِ اخْتَلَفَ النَّاسُ قَدِيْمًا وحَدِيْثًا في تَحْقِيْقِ تَفْصِيْلِهَا، وتَأوِيْلِ تَفْسِيْرِهَا، وبَعْدَ النَّظَرِ والتَّتبُّعِ إذْ بِنَا نَجِدُها قَدْ تَنَازَعَتْها ثَلاثَةُ فُنُوْنٍ مِنَ العُلُوْمِ الشَّرْعيَّةِ: (عِلْمُ العَقِيْدَةِ، وعِلْمُ التَّارِيْخِ، وعِلْمُ الحديثِ).
لِذَا أحْبَبْتُ أنْ أقِفَ مَعَ هَذِهِ المَسْألَةِ بِشَيْءٍ مِنَ التَّفْصِيْلِ القَرِيْبِ لا التَّطْوِيْلِ الغَرِيْبِ، وَمَا هَذَا إلاَّ لأهَمِّيَتِهَا .