ثم أما بعد: فقد قرأت بعض ما تيسر لي قراءته من كتاب التاج المرصع الذي اشترك في تأليفه الشيخان الكريمان الدكتور / إبراهيم بن حسن بن سليمان البلوشي، والدكتور / هادي بن صالح بن سالم العوبثاني، فوجدته ذا السبق المحمود إلى جمع أسماء وتراجم علماء عُمان من أهل السنة، ودورهم في إنشاء أربطة العلم في الجنوب ومدارسه في الشمال، وتخرج على أيديهم أعداد كبيرة من العلماء، قاموا بنشر العلم داخل عُمان وخارجها.
كما ألفيته ذا السبق أيضاً بالرمز تارة وبالإشارة طوراً إلى ما كان عليه حال أهل عُمان حكاماً ومحكومين، وخاصة بين علماء المسلمين من الإباضية والسُّنَّة من التآلف التام مع علم الطرفين بالمسائل المختلف فيها. دل هذا على عمق فقه الفريقين بالنصوص الشرعية التي تنص على تحريم التفرق لما فيه من ضعف الإسلام، وتقليل أهله، وتوهين أمره، وذهاب ريح أتباعه، وفشلهم، فغلبوا جانب الاتفاق المشروع على الافتراق المذموم.
د. أحمد الخطيب