هذه الورقات التي بين يدي الكاتب وثيقة مهمَّةٌ يحكي فيها كاتبها شيخنا المصطفى السالك بن الطالب - حفظه الله - أحداثا عاصرها، ويروي ذكريات عايشها ، أراد بعرضها ونشرها أمرين اثنين:
الأول: الشهادة على مرحلة تاريخية معينة مرت أحداثها ببلاد شنقيط عمومًا، وبقبيلته وأبناء عائلته خصوصا ، لأخذ العبرة والعظة النافعة منها، على اختلاف أنواع العِظاتِ والعِبَر ، وهذا ما يعبر عنه الجزء الأول من العنوان ذكريات محظرية».
وربطها بالمحاظر نابع من خلفية الكاتب المحظرية من جهة، ونابع من دور المحظرة الاجتماعي في البلادِ من جهة أخرى، وكل واحد من هذين العاملين كافٍ ليصبغ الأحداث (ومن ثم الذكريات) بصبغة محظرية واضحة!
الثاني: بيان أهمية الإصلاح الاجتماعي ومكانة المصلحين، مــن خلال عرض مواقف الإصلاح ومبادراته التي عايشها، خصوصا ما كان منها بين الشباب والناشئة، حرصا على عملية التوريث الدعوي ومشاركة الخبرات الحياتية.
وهذا ما يعبر عنه الجزء الثاني من العُنوانِ شذَراتٌ إِصْلاحِيَّة. و معرفتي بشيخنا كاتبِ السُّطور - وفَقَهُ اللهُ - معرفة لصيقة حميمة، فقد كان لي شيئًا ووالدًا ومُوَجِّها ، وهي إلى ذلِكَ طويلة نسبيا فقد تجاوزت ثلاث عشرة سنة، كانت مليئة بالمحبة والفضل، والعلم والنبل.