ماهي التوراة؟ وهل هي توراة واحدة؟ ماعدد أسفارها بدقة؟ ولماذا تختلف توراة السامريين عن توراة اليهود؟ ما الفرق بين التوراة وبين باقي الأسفار المقدسة العبرية؟ كيف تذكر توراة موسى وفاته رغم أنه هو الذي بلغها للناس؟ من هم كتبة التوراة؟ من هم الأنبياء؟ ماهي المزامير؟ ما الدور الذي لعبه عزرا في إعادة صياغة النص؟
أسئلة قد تفاجئنا وقد نظن في باديء الأمر أن الإجابة عليها بسيطة ، ولكن بالدخول إلى هذا المعترك، تتكشف بالتدريج مدى صعوبة هذا الحقل المعرفي.
يدخل بنا هذا الكتاب إلى الأبحاث الكثيرة والاختلافات الأكثر حول هذه الأمور، والتي –لأسباب كثيرة- تخفى على الكثير منًا أبعادها، ونجد المؤلف – وهو اليهودي الديانة- لا يتورع عن الخوض في كل الأمور الخلافية والمشكوك في صحتها.
يعد هذا الكتاب واحدًا من أهم المصادر في بحث التوراة ودراستها دراسة علمية موضوعية مستعملا منهج النقد النصي، وهو يخضع هذه المنهجية لكل ما تم ويتم اكتشافه من مخطوطات سواء أكانت بالعبرية أو ترجمات عنها. يقدم المؤلف عرضا علميا موضوعيا للتوراة من حيث ترتيب الأسفار ووضع علامات تشكيل النص، كذلك يعرض تاريخ المخطوطات وتاريخ النسخ المطبوعة وبيان الإضافات والإقحامات والإختلافات بين المخطوطات والترجمات وبين المخطوطات والنسخ المطبوعة بل ويشير إلى الأخطاء التي حدثت في النسخ المطبوعة ويوضح في ثنايا هذا كله ان نص التوراة الحالي لا يعكس النص الأصلي للتوراة، ولذلك رأى المؤلف أن يقدم تاريخًا لنص التوراة ولمراحل تطوره وأسطورة تثبيته كما يوضخ العلاقة بين النقد النصي والنقد الأدبي.
الكتــاب لا غنــى عنــه في المكتبــة العربيــة للباحثيــن فــي مجــال دراســات الكتاب المقدس بصفة عامة، وكذلـك لا غنـى عنـه للباحثيـن فـي مجـال دراسـة تاريـخ مخطوطــات القــرآن وتدوينـه، بهــدف معرفــة الإختلافــات بيـن أقـدم تاريــخ لمخطوطـات التـوراة وبدايـة تاريـخ تدوينهـا، وبيـن تاريـخ أقـدم مخطوطـات القـرآن وتاريــخ تدوينهــا علــى أســس علميــة موضوعيــة، حيــث ظهــرت بعــض الدراســات غيـر العلميـة التـي تحـاول إسـقاط تاريـخ تدويـن التـوراة علـى تاريـخ تدويـن القـرآن دون معرفــة علميـة موضوعية ســواء أكانــت بيــن المستشــرقين أم بعــض العــرب المتأثريــن
بالفكــر الاستشــراقي.