إن كتاب ( الأربعين في مباني الإسلام و قواعد الأحكام ) للشيخ العلامة الفقيه الإمام محيي الدين أبي زكريا يحيى بن شرف النووي الشافعي ، المولود سنة 631 هـ ، و المعروف بـ ( الأربعين النووية ) من الكتب السائرة المشهورة ، و التي شاع صيتها ، و كثر حفظها ، و عم نفعها ، و تكاثر خيرها، لما جمعه فيها من الأحاديث التي عليها مدار الإسلام ، و المشتملة علي مبادئ الدين و قواعد الأحكام ، و لما التزمه فيها من كونها صحيحة في غالبها .
و لذا تلقاها العلماء من بعده بالقبول ، و اعتنوا بشرحها و إيضاحها ، علي تنوع بينهم في أسلوب الشرح و غايته ، و اختلاف بينهم في إيجاز العبارة و إطنابها .
و ممن إعتني بشرح ( الأربعين ) المذكورة : العلامة علي بن سلطان محمد القاري الهروي ثم المكي الحنفي المتوفي سنة 1014 هـ ، و في شرحه الذي سماه ( المبين المعين لفهم الأربعين ) .
و هذه الشروح و إن توافقت علي عديد من الفوائد و المعاني ، و تواردت علي كثير من العبارات و المباني ، لكل واحد منها طابعه الخاص ، و فيه ما يميزه عن غيره ، قليلا في بعضها و كثيرا في أخر ، و هو ما ينطبق علي شرح القاري كذلك .