يعد كتاب «أوضح المسالك» أحد شروح الألفية الأكثر انتشاراً، وتعدد الشروح يرجع إلى مدى أهميتها بالنسبة للقيمة العلمية للألفية النحوية، التي سعت إليها مسالك الشروح، فالألفية عند علماء النحو تعد خلاصة المدرسة النحوية لابن مالك، فهي تلخيص للقواعد النحوية، وتتميز بالعبارات الجزلة الرصينة الخالية عن الحشو، فمؤلفها ابن مالك اعتمد في صياغتها على الاختصار وتجنب الحشو، وهذا يدركه المتمرسون في اللغة، وأما من كانت معرفته بالنحو محدودة؛ فإنه قد يجد صعوبة في فهمها، أو قد تكون بعض عباراتها غامضة أو أشبه بالألغاز، وكل هذا مما جعل مسالك النحاة تسعى إلى شرحها، وتختلف هذه الشروح في مسالكها بين التوسع والإيجاز، ولكن لما كان التوسع لا يناسب المتعلم البسيط؛ عمل ابن هشام الأنصاري على جعل الشرح توضيحاً يسهل معرفته بطريقة ميسرة.