لئن كان النبي ﷺ قد لحق بالرفيق الأعلى فقد ظل . بسيرته المحفوظة الواضحة المشرقة - حاضرا في وجدان أمته كأنما تتراءاه عين، فهي تعرف عنه تفاصيل حياته، ودقائق أحواله ، تعرف ملامح وجهه، وخطوات مشيه، وكلامه إذا تكلم وتلاوته إذا قرأ، وصلاته إذا صلى تعرف لباسه الذي يلبسه وطعامه الذي يأكله، وبيته الذي يسكنه وتعرف عشرته مع أصحابه، وأنسه مع زوجاته، وحاله في كل شأنه، حتى كأنما هو حي يعيش بيننا.
وقد سبق أن جمعت كتيباً عن البرنامج اليومي لنبينا . وما الذي يعمله في يومه من الصباح إلى الصباح، بعنوان: <اليوم النبوي> ،فرأيت تتميما لذلك جمع كتاب يقدم <الحياة النبوية> بامتدادها وسعتها وتنوعها، وينظر إليها من زواياها المتعددة، ويروي من أحواله وهديه ما يشترك الناس فيه معه.