_ تُعَدُّ شخصية الملك العادل نور الدين الشهيد محمود بن عماد الدين زنكي الأيوبي من أعظم شخصيات التاريخ الإسلامي، حتى ألحقه بعض المؤرخين بالخلفاء الراشدين سادسًا، فقد كان نور الدين (مَلِكًا عادلا ، زاهدًا عابدًا وَرِعًا، متمسكا بالشريعة، مائلاً إلى أهل الخير، مجاهدًا في سبيل الله تعالى، كثير الصدقات، بنى المدارس بجميع بلاد الشام الكبار ... وله من المناقب والمآثر والمفاخر ما يستغرق الوصف)، كما قال ابن خلكان. وهو الذي أسقط الدولة الفاطمية، وثبت أركان مذهب أهل السنة في مصر والشام، وصدّ الحملة الصليبية الثانية. وقد اشتملت كتب التاريخ على أخبار هذا الملك الصالح في استقامته وعدله ورحمته بالرعية وخدمته للإسلام والمسلمين، وتخريجه للقادة العظماء كصلاح الدين الأيوبي الذي هو ثمرة من ثمار نور الدين. وهذا الكتاب هو أول كتاب يُفرد في سيرة هذا الملك ويجمع أخباره استقلالا، ومؤلفه هو أحد كبار العلماء في زمانه، وهو فقيه الشام الإمام بدر الدين ابن قاضي شهبة (ت ٨٧٤ هـ ) رحمه الله تعالى.