تطور الفكر الأصولي عند المتكلمين دراسة نظرية تأصيلية لحركة تدوين أصول الفقه عند المتكلمين دار النور المبين

٥٥

جاء في مقدمته للكتاب:

"فإن فهم أي علم من العلوم وتطويره مبني على فهم أصول ومقدمات ذلك العلم، ولا يمكن لأي باحث التجديد في أي علم أو تطويره دون الإلمام بأصول ومقدمات ذلك العلم.


ومعلوم ما لعلم أصول الفقه من أهمية كبيرة بين العلوم الإسلامية المختلفة، إذ هو كالتاج لبقية العلوم، كيف لا وهو – كما يقول الإمام الغزالي – الذي جمع بين المعقول والمنقول، وأخذ من صفو الشرع والعقل سواء السبيل.


وكان لعلمائنا السابقين السبق والنبوغ في علم أصول الفقه، فأكثروا من التدوين فيه وتفصيل المسائل المتعلقة به، وقد تنوَّعت طرائقهم، ومناهجهم في البحث والتدوين فيه، مما أدى إلى ظهور مدارس أصولية، كان لها الأثر الكبير في تطور أصول الفقه وتقدمه على غيره من العلوم، وكان من تلك المدارس – والتي تعد من أوائل المدارس ظهوراً – مدرسة المتكلمين أو ما تعرف بمدرسة الشافعية، ذات الاتجاه النظري الذي أصل لعلم الأصول وربط المعقول بالمنقول.


وفي داخل المدرسة الواحدة تنوّعت الأساليب في الطرح والاستدلال، مما أدى إلى ظهور اتجاهات ومدارس أخرى داخل المدرسة الأم، ومن هذه المدارس مدرستا الرازي والآمدي، اللتان اعتمد عليهما جل المتأخرين من الأصوليين في شتى مؤلفاتهم ومصنفاتهم؛ وحتى اختياراتهم.


وقد مثلت هاتان المدرستان طور نضوج طريقة المتكلمين، حتى جاء البيضاوي وابن الحاجب فأتما عقد هاتين المدرستين، حتى غـدا كل واحد منهما رأساً لمدرسة قائـمة بذاتـها، وجاء بعدهما ابن السبكي فجمع بين المدرستين، وقد اكتفى العلماء بعد ذلك بدراسة كتب البيضاوي وابن الحاجب والسبكي، والاعتماد عليها؛فمن هنا جاء اختياري لموضوع: «تطور الفكر الأصولي عند المتكلمين دراسة نظرية تأصيلية لحركة تدوين أصول الفقه عند المتكلمين» للبحث في أصول هذه المدارس وكيف نشأت وتطورت وكيف أثرت على علم أصول الفقه."

تفاصيل المنتج
  • الوزن
    ٠٫٥ كجم
  • ٥٥
نفدت الكمية
المنتج غير متوفر حاليا

منتجات قد تعجبك