الرسالة التدمرية : تحقيق الإثبات للأسماء والصفات وحقيقة الجمع بين القدر والشرع، لشيخ الإسلام ابن تيمية المتوفي سنة (827هـ) – رحمه الله تعالى -، – سبب كتابتها ما ذكره شيخ الإسلام في مقدمتها بقوله: ” أما بعد: فقد سألني من تعينت إجابتهم أن أكتب لهم مضمون ما سمعوه مني في بعض المجالس من الكلام في التوحيد والصفات وفي الشرع والقدر. – جعل كلامه في هذه الرسالة مبنياً على أصلين: الأصل الأول: توحيد الصفات، قدم له مقدمة ثم ذكر أصلين شريفين ومثلين مضروبين وخاتمة جامعة اشتملت على سبع قواعد يتبين بها ما قرره في مقدمة هذا الأصل. الأصل الثاني: توحيد العبادة المتضمن للإيمان بالشرع والقدر جميعاً. – والذين سألوا الشيخ أن يكتب لهم مضمون ما سمعوا منه من أهل تدمر – فيما يظهر – وتدمر بلدة من بلدان الشام من أعمال حمص، وهذا وجه نسبة الرسالة إليها.
قيل عن العقيدة التدمرية: بأنها مفتاح فهم مطوّلات شيخ الإسلام ابن تيمية؛ لأنه لخَّص فيها مضمون كلامه في الأسماء والصفات والشرع والقدر، وحرَّر فيها مذهب أهل السنة والجماعة في هذين البابين تحريرًا مركّزًا، وإن كان للأسماء والصفات القدر الأوفى من التحقيق والتأصيل ومناقشة مذاهب الناس وشبهاتهم واعتراضاتهم.
ويعد هذا الشرح من شروح التدمرية وأعمقها وأقدمها، بذل فيها الشارح جهدًا عظيمًا في حلِّ ألفاظها، وتوضيح مقاصدها، وتقريب معانيها، وشرح مشكلها، والتدليل على مسائلها.