فقد من الله علي بجمع الفوائد الحديثية، وكل ما يتعلق بعلوم الحديث، من كتب شيخي وأستاذي الإمام محمد ناصر الدين الألباني - رحمه الله تعالى - وقد أفردت ما رأيته حينها مناسبًا في رسالتين مطبوعتين سميت الأولى: «الروض الداني في الفوائد الحديثية للعلامة الألباني والأخرى سميتها علوم الحديث جمعت فيها المصطلح والتعريفات الحديثية؛ ثم طُبِعتْ بَعْدُ عدة كتب لشيخنا وخصوصًا تمام السلسلتين «الصحيحة» و«الضعيفة»، وكان فيهما كعادة شيخنا من الفوائد والفرائد والدرر والجواهر ما يجعل طالب العلم يقنص فوائدها ويقيد شواردها.
وبقيت تلك الفوائد والدرر حبيسة المكتبة، حتى يسر الله لي لقاء جمعني بالأخ الفاضل الأستاذ فيصل العجمي -حفظه الله-، فاقترح جمع الرسالتين، وتقيد الفوائد الجديدة، وإعادة ترتيب الرسالة؛ لتكون كتابا شاملا بإذن الله لكل فوائد الشيخ الحديثية، وتعريفاته لأنواعه وعلومه المعروفة بـ «مصطلح الحديث»، وتنبيهاته واستدراكاته وتقيداته على مباحث هذا العلم من خلال تجربته العملية المكتسبة من رحلة عمره في تخريج الأحاديث وتحقيقها؛ فيستفيد منها المبتدي، وتكون تذكرة للمنتهي ، فوافق ذلك قبولًا في نفسي، فعمدت إلى غبار الرسالتين فنفضته، وزدت وحذفت وقدمت وأخرت، ورتبته تبعا لكتاب علوم الحديث للحافظ ابن الصلاح رحمه الله تعالى، في الغالب، فكان هذا الكتاب الذي بين يديك، والله أسأل أن يجعل فيه القبول، وأن يعم به النفع إنه ولي ذلك والقادر عليه.
واعلم أني أتقيد فيه بلفظ شيخنا - رحمه الله - وما زدته ضرورة وهو قليل جعلته بين معكوفين [] ، وإذا أردت التعليق أو زيادة في الشرح فإني أقول: قلت (عصام)، ولم أفعله سوى مرتين أو ثلاثة. فما بين يديك من الكلام كله لشيخنا - رحمه الله تعالى.
الشيخ عصام موسى هادي