إن القراءة الجديدة للنصوص الشرعية، والمُستَلهَمة منهجياتها من فكر ما بعد الحداثة أصبحت أشبه بالظاهرة في الفكر العربي المعاصر؛ فطريقة فهمهم للنصوص الشرعية هي جزء من عمليات معقَّدة يعود في كثير منها إلى استعارة منهجيات وآليات في فهم النص ليست نابعة من المنظومة العربية التي نزل بلسانها النص القرآني، فجاءت هذه الدراسة العلمية الدقيقة لتناقش هذا الفكر بنفس أسلوبه وآلياته، حيث كان التركيز على الآلية الفاعلة في إنتاج هذه المخرجات، فتناولت مكانة النصوص الشرعية، وتعريف التأويل وتأريخه من حيث المصطلح والمنهج، ومسيرة ظهوره، وكشفت عن أصول النظرية الحديثة للتأويل وأسباب ظهورها، وتعرضت لأهم مشاريع المنهج التأويلي الحديث في قراءة النصوص الشرعية، ودرست تحليليًّا أهم النظريات التأويلية العاملة في النص الشرعي؛ وبيَّنت الموقف العلمي النقدي من نظرية التأويل الحديثة وتطبيقاتها على النصوص الشرعية.