لقد كان كتاب ابن القيم - رحمه الله تعالى - الداء والدواء، أو الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي جواباً لمن سأله أنه ابتلي ببلية وعلم أنها إن استمرت به أفسدت دنياه وآخرته فما الحيلة في دفعها ؟ فأجاب على سؤاله جوابا طويلا وعالج - رحمه الله تعالى - في هذا الجواب قضية (المعاصي ) وما يترتب عليها من الآثار والعقوبات المادية والنفسية والروحية وبين الوقاية من ذلك والمخرج منها غير أنه رحمه الله تعالى - أطال كثيراً في الجواب واستطرد في فصوله ومباحثه، وكثير في زمانك مع وقوعهم في ذات المشكلة ومعاناتهم منها وشدة أثرها عليهم وضرورتهم إلى هذا العلاج الذي ذكره - رحمه الله تعالى - إلا أنهم قد لا يستطيع قراءة هذا الجواب في هذه المئين من الصفحات وتقصر همة الواحد منهم عن تتبع كل ما قاله في هذا الكتاب النفيس فسمت همة أخينا ناصر صالح آل عشوي جزاه الله تعالى خيرًا إلى اختصار هذا الكتاب وتقديم هذا العلاج العظيم في صورة سهلة وميسرة ومرتبة فاختصره وقربه، ولم يتصرف في كلام المؤلف بشيء، واجتهد في تصميمه ليكون جاذباً شكلا ومعنى وهو بهذا يسهم في تقديم هذه الوصفة العلاجية في صورة تليق بها فجزاه الله تعالى خيراً وبسط عليه توفيقه وأجرى له سهما وافرا من حظوظ المنتفعين في الدارين، والله ولي التوفيق.
د. مشعل بن عبد العزيز الفلاحي