صدر حديثًا كتاب "منهج الطلاب"، تأليف: شيخ الإسلام "أبو يحيى زين الدين زكريا بن محمد بن أحمد بن زكريا الأنصاري الشافعي" (ت 926هـ).
وهذا الكتاب تلخيص لكتاب "منهاج الطالبين وعمدة المفتين" للنووي، مع إضافات وزيادة تقسيمات، مع وضوح لفظه وجزالة عبارته مما جعله متداولًا بين العلماء وطلبة العلم حفظًا وشرحًا ونظمًا. وهو في فروع مذهب الإمام الشافعي، ونجد أن "منهاج" النووي ذاته هو شرح على (الْمُحَرَّر في فروع الشافعية) في الفقه الشافعي للإمام أبي القاسم الرافعي المتوفى سنة (623هـ) والذي قال النووي عنه وعن مؤلفه: «ذِي التَّحْقِيْقَاتِ، وَهُوَ كَثِيْرُ الْفَوَائِدِ؛ عُمْدَةٌ فِي تَحْقِيْقِ الْمَذْهَبِ؛ مُعْتَمَدٌ لِلْمُفْتِي وَغَيْرِهِ مِنْ أُوْلِى الرَّغَبَاتِ؛ وَقَدِ الْتَزَمَ مُصَنِّفُهُ رَحِمَهُ الله عَلَى مَا صَحَّحَهُ مُعْظَمُ الأَصْحَابِ وَوَفِّى بِمَا الْتَزَمَهُ، وَهُوَ مِنْ أَهَمِّ أَوْ أَهَمُّ الْمَطْلُوبَاتِ». أما عن سبب تصنيف الإمام النووى رحمه الله للمنهاج على "محرر" الرافعي فجاء في قوله في مقدمة "المنهاج": إنَّ «فِي حَجْمِهِ - أي المحرر - كِبَرٌ يَعْجَزُ عَنْ حِفْظِهِ أَكْثَرُ أَهْلِ الْعَصْرِ إِلاَّ بَعْضُ أَهْلِ الْعِنَايَاتِ، فَرَأَيْتُ اخْتِصَارَهُ فِي نَحْوِ نِصْفِ حَجْمِهِ، لِيَسْهُلَ حِفْظُهُ مَعَ مَا أضُمُّهُ إِلَيْهِ إِنْ شَاءَ الله تَعَالَى مِنَ النَّفَائِسِ الْمُسْتَجِدَّاتِ». وقال أيضًا: «وَقَدْ شَرَعْتُ فِي جَمْعِ جُزْءٍ لَطِيْفٍ عَلَى صُورَةِ الشَّرْحِ لِدَقَائِقِ هَذَا الْمُخْتَصَرِ».ويعد متن "منهاج" شيخ الإسلام النووي من أحسن المتون وأدقها، وهو العمدة في الفتوى، عكف عليه العلماء الأعلام تدريسًا وشرحًا.
وهو كتاب جليل القدر عظيم الفائدة، صغير الحجم كبير الفحوى، لم يؤلف مثله في المذهب.