تعريف بالكتاب : هذا الكتاب يتناول موضوعاً غايةً في الخطورة وأوسع انتشاراً في البيئة العربية . ومرتبط بصورة كبيرة بأساليب التنشئة الاجتماعية الخطأ سواء فى الأسرة أو المدرسة ، والتي تعتمد تربيتها على الكبت وتقييد الحرية والنقد السلبى الدائم للطفل أو المراهق وعدم تشجيعه على التفاعل واعتبار( أن السكوت واحمرار الوجه والانسحاب من المواقف الاجتماعية ، وعدم القدرة على مواجهة الأخرين وضعف قدرتهم على المطالبة بحقوقهم والخوف من الرد عليهم أو معارضتهم في كل ما يقولون ويأمرون ، والخجل الزائد والخوف من الاستفسار عما هو غامض أو ما لا يستطيعون فهمه من المتحدث أو العارض ، والخوف من التعليق أو التعبير عن وجهة النظر التي قد تبدو معارضة لأفكار المحيطين ) نوعا من المؤشرات الدالة على حسن الخلق ومعيار للأدب والذوق الرفيع . وبالتالي نجد شبابنا وبناتنا في الطفولة أو المراهقة أو الرشد يخافون من المواجهة والحديث أمام الآخرين خوفاً من نقد الآخرين لهم ، كما يخافون التعرض للإحراج أو السخرية ، أو فقدان الثقة بأنفسهم ، والشعور بأنهم أقل من الآخرين ومملين في حديثهم ، وغير قادرين على المواجهة وتوصيل الرسالة بسهولة لهم ، وبالتالي نجد الطفل أو المراهق أو الراشد كلما اضطرته الظروف لأن يكون في موقف اجتماعي يتطلب التفاعل مع الآخرين كالحديث أمامهم أو التعبير عن رأيه بالرفض أو القبول ، أو طلب منه الآخرون المشاركة نراه يحمر وجهه ، وتزداد ضربات قلبه ، ويعرق ، ويتلعثم بل وينسى ما يريد أن يقول وترتعش يداه أو وجنتاه، بل ويصبح دمية يتندر عليها الآخرون ، أو يتجنب هذه المواقف الاجتماعية التي يتعرض فيها للإحراج أو يقيم نفسه على أنه غير كفء وأن الآخرين يلاحظون علامات فشله(من وجهة نظره ) ويعيش مع نفسه وتؤثر عليه هذه الأفكار وتلك المعتقدات سلباً في عمله أو في إدارة شئون بيته وفى التفاعل مع المحيطين به .
يقدم هذا الكتاب عرضاً لاضطراب الفوبيا الاجتماعية من حيث التشخيص والأعراض ، والأسباب ، وتفسير النظريات له سواء النظريات المعرفية أو السلوكية .كما يقدم هذا الكتاب برنامجين علاجيين لهذا الاضطراب يستفيد منها الشخص الذي يعاني من الاضطراب ويستفيد منها الأخصائي النفسي والاجتماعي المدرسي والمعلم والأسرة في تربية أبنائهم في مراحل نموهم المختلفة وتلبية احتياجاتهم ، وتوفير البيئة الأمنة والإيجابية التي تشجعهم على المشاركة والحوار دون التعرض للتجريح أو السخرية أو الإهانة أو تصيد الأخطاء .
