البيان والتعريف بنسخة الجامع الصحيح للبخاري دار البشائر الإسلامية

٨٥

يُعَدّ كتاب “الجامع الصحيح المسنَد المختصر من أمور رسول الله وسننه وأيامه” المشهور بين الناس بـ “صحيح البخاري” من الكتب الحديثية المباركة، ومصادر السنة المشرّفة، التي لم يزل يتعجّب المرء من القَبُول الذي وَضَعَه الله للمؤلِّف والمؤلَّف معًا في الأرض، حتى تلقّتْه الأمّة بالقَبول، وأقبل عليه السّلف والخلف؛ سماعًا وقراءةً، روايةً ودرايةً، إسماعًا وإقْراءً، فلا تكاد تجد مسجدًا عامرًا، أو مدرسةً علميّةً، أو زاويةً تعبّديةً قديمًا وحديثًا إلا وحَفِلت به وأقبلت عليه؛ إما تملّكًا لنسخةٍ منه أو أكثر، أو قراءةً له في جنباتها المعمورة، أو عَقْد مجالس سماعٍ له يحضره المئات بل الألوف من أهل العلم وطُلّابه.


ومن الأماكن المباركة التي شَهِدَت عناية أهلها بِـ “صحيح الإمام البخاري” مدينة بيت المقدس الشريف، وبخاصة مسجدها الأقصى المبارك وما جاوره من المدارس والرباطات، وكتب التراجم والتواريخ حافلة بنماذج مشرّفة لهذه العناية، وطُرَر المخطوطات وطِبَاق السماعات مليئة بالأمثلة التراثية التي تثبت عناية المقادسة المبكّر بصحيح البخاري رواية ودراية.


وفي هذا البحث تسليطٌ للضوء على صفحةٍ مشرقةٍ من عناية المقادسة أو نزلاء هذا الثّغْر المبارك بـِ (الصحيح)، وسماعهم وقراءتهم له سنوات متتالية، يذكر فيه الباحث رحلة مخطوط نفيس نُسِخ في مدينة الموحّدين تبريز -إحدى مدن إيران حاليًّا- على يد الإمام العلامة الوَسْطَانِيّ أواخر شوال سنة (833 هـ)، من نسخةٍ منقولةٍ عن نسخةٍ محرّرَةٍ بخط الإمام العلامة: رضيّ الدين الحسن بن محمد الصَّغَانيّ (ت 650 هـ)، والتي قدّر لها الاستقرار أواخر القرن التاسع الهجري في بيت المقدس على يد الشيخ المارديني -نزيل بيت المقدس- والذي قام بقراءتها على شيخيْه في بيت المقدس، ثم قراءتها في مجالس عدة في العشر الأواخر من رمضان على مدار أربعة عشر عامًا تواليًا.

تفاصيل المنتج
  • الوزن
    ١ كجم
  • ٨٥
نفدت الكمية
المنتج غير متوفر حاليا

منتجات قد تعجبك