فهذا تفسير الحاكمي، المسمَّى: تخليص الدرر، خلصه من عدة مصادر، ولخصه بأحسن عبارة، وأوسط منهج، جمع فيه أمَّات الأقوال وأشهرها، ونثر فيه مرويات أهل التأويل دون أن ينسبها في الغالب، فجاء كتابًا وسطا بين الوجيز والبسيط، وبين المطول والمختصر ، فلا هو ممل بتطويله، ولا هو مخل باختصاره خال من الحشو، مقتصرًا على البيان، حاو على المحاسن، فإن أردت معرفة أقوال أهل التأويل وجدتها فيه، وإن أردت أوجه الإعراب أتاك بأوجهها، وإن طلبت القراءات المتواترة أو الشاذة ألفيت فيه أشهرها ، كل ذلك على سبيل الاختصار، بعبارة بليغة، وأسلوب سهل، فهو بذلك يصلح لأن يكون متنًا في التفسير، يعكف عليه المبتدئون، ويعول عليه المنتهون.