لم يعرف التاريخ زمانًا ابتعد الإنسان فيه عن فطرته الإنسانية مثل زماننا، فطرته التي يعرف بها خالقه، ويستضيء بنور هدايته، وتجلى هذا الابتعاد بظهور الإلحاد وانتشاره، والذي بات مشكلة كبيرة لها مآلات فكرية وأخلاقية واجتماعية خطيرة، فضلا عن عقوباتها الدنيوية والأخروية.
إن دعوة الملحدين إلى الإسلام، واجب كفائي على المتأهلين من الدعاة وطلبة العلم ، يسعون أولاً لإدراك فكرة الإلحاد ومنابتها ووسائل انتشارها، والوعي بطبيعة الملحدين واختلاف أنواعهم، ثم تأصيل أدلّة الحق وإظهارها، مع الإحاطة بالأساليب الدعوية المؤثرة في الإقناع والحجاج، والناجعة في الوقاية والعلاج، من هنا جاء هذا الكتاب مسهما في تحقيق هذا المقصد.