لعلم القواعد الفقهية تأثير ملحوظ على الساحة العلمية، منذ أن برز الاعتناء به من خلال التحقيق لكتب التراث والتأليف في الحقبة الأخيرة كعلم يستوعب المستجدات الفقهية والنوازل المتجددة، مما أكسب هذا العلم مكانة عظيمة بين طلاب العلم، وأهمية كبيرة لدى أهل الفكر
والمعرفة؛ وذلك لما له من تعلق وثيق بحياتهم اليومية، وصلته بالحوادث والنوازل التي لا تنقطع حوادثها؛ نظرًا للتطور المتسارع زمانًا ومكانًا.
وطالب العلم المشتغل بالفروع الفقهية منفكًا عن علم القواعد الفقهية لا يمكنه فهم واستيعاب المستجدات والنوازل الفقهية؛ إذ تظل النوازل والمستجدات العملية محل إشكال وحيرة لديه؛ لتصادمها مع الفروع الفقهية الموروثة عنده، مما يوجد تناقضًا واضطرابًا
بين الموروث والمستجد.
وكتابنا "تقريب القواعد الفقهية على مذهب الشافعية" يدني للطالب علم القواعد الفقهية، ويقدمه له بصورة سهلة ومعاصرة؛ من خلال عرض المادة العلمية بواسطة الجداول والتقسيمات، جامعًا بين روح الأصالة والمعاصرة، مما يُمكِّن الطالب من فهم مقصود هذا العلم بصورة ميسرة، ويُمكِّنه من استثمار القواعد الفقهية، وتطبيقاتها على الحوادث والنوازل المستجدة.
والكتاب يشتمل على: مدخل ميسر للقواعد الفقهية، والقواعد الكبرى المتفق عليها بين المذاهب، والقواعد المتفق عليها في المذهب، والقواعد المختلف فيها في المذهب، مع حواشٍ شارحة لبعض المسائل الفرعية التي اكتنفتها القواعد الفقهية، وفي خاتمته "نظم الفرائد البهية في نظم القواعد الفقهية"، لأبي بكر بن أبي القاسم الأهدل -رحمه الله تعالى-، بغية المزيد من الإفادة.
