هذا الكتاب يجلى جانبًا هاما عند السيدة عائشة رضى الله عنها لیست مشهورة به شهرتها في رواية حديث رسول الله -ﷺ-.
وهو جانب توثيق السنة، وبيان ما صح منها ومالم يصح، وهي أحاديث قليلة العدد إلى جانب ذلك الكم الكثير من الأحاديث التي رويت عن رسول الله -ﷺ- وهي خبيرة بها - بما يعنى أن السيدة عائشة قد نظرت في أحاديث رسول الله -ﷺ- لا الله، وما يرويه الصحابة عنه، ووجدتها كلها-، كما صدرت عنه رويت على الوجه الصحيح، كما صدرت عنه -ﷺ-.
ولم يبق إلا هذا العدد التي تناولته بالنقد والاستدراك سندا ومتنا.
وهو نقد أرسى قواعد محكمة في توثيق السنة، وفي النقد الداخلي والخارجي طبقت على روايتها بعد ذلك، لتؤدى على مر العصور صحيحة نقية من شوائب الخطأ والزيف.
وهذه هي الثمرة الطيبة التي جنيناها من بركات السيدة عائشة رضى الله عنها - وما أكثر بركاتكم يا آل أبي بكر.
وقد عنى الكتاب بأن يُجَلِّى حقيقة الأمر فيما وثقته السيدة عائشة، وما بينت أنه خطأ بحيث لا يعدو أن يكون الأمر اجتهادًا من السيدة عائشة، أو بيانا لجانب من الأمر دون جانب آخر يثبت أن الآخرين على حق فيما رووه من السنة.
ويبقى بعد ذلك ما أرسته السيدة عائشة من قواعد كانت نبراساً لتوثيق السنة على مر العصور والأجيال.