بين الخازن وابن كثير دراسة مقارنة في المنهج والتطبيق دار الظاهرية - الكويت

٤٢

لما خلق الله الخلق، وعلم في الأزل ما يحتاجون إليه مما يصلح دينهم ودنياهم: أرسل إليهم رسلاً يحملون إليهم تعاليم ربهم وقوانينه بما يتوافق مع فطرهم، ويعود بالنفع عليهم، وكان ختام تلك الرسالات كتابه المعجز القرآن الكريم، الكتاب الذي تضمن في ثناياه النورانية كل ما يحتاج إليه البشر من الشرائع والمواعظ الخاصة والعامة صراحة، أو تلويحاً، أو قياساً، أو دخولا تحت قاعدة؛ فكان القرآن كاملاً من غير نقص، شاملاً من غير إغفال، مهيمنا على كل الكتب السابقة قبله، متضمناً لجميع نواحي الحياة وزواياها.


ولهذا تعددت عناية العلماء -رحمهم الله - في تفسيره وخدمته ما بين موضح لمعانيه، ومبين لمغازيه، ومبد لأسراره، ومستنبط لأحكامه، ومتتبع لحكمه، ومدافع عنه، وذاكر لفضائله إلى غير ذلك من مسالك خدمته، وطرائق القيام بواجبه. 


وكان ممن انضم إلى هذا السلك المبارك، والطريق العريق الإمامان : أبو الحسن الخازن في (لباب التأويل)، وأبو الفداء بن كثير في (تفسير القرآن العظيم).


وقد قمت بتتبع الشيخين في تفسيريهما تتبعاً دقيقاً -بعد قراءة مطولة دامت أشهرا- للنظر في طريقتيهما ومنهجيهما، وتتبع اهتمامها وجوانب التميز عندهما ليكون للناظر في التفسير الخيار في البحث عن بغيته منهما.


ولا يخفى ما لهذا الموضوع من أهمية في معرفة مناهج المفسرين وطرائقهم في التأليف، ومن ثم تصنيف كل منها بحسب طريقته ومنهجه فيكون بذلك إفساح الطريق أمام المتخصصين؛ للاستفادة من هذه الكتب ومطالعتها بحسب مشرب كل مطالع فيها، وهي كذلك تعطي الخطوط العريضة التي تكون محل الاختلاف والمفارقة بين كل تفسيرين، وتتيح للناظر فيها طريقة تعامل المفسرين مع الآيات فتنمو عنده ملكة في هذا الشأن، كما تتيح للباحث الوصول إلى مطلوبه بأقصر الطرق وأوفر الوقت، وبها يتم معرفة الصحيح من الخطأ والتنبيه على مواضع الزلل.


فالبحث عبارة عن تطبيق متكامل لعلوم القرآن، وأصول التفسير، ومناهج المفسرين من خلال ما طرحه الشيخان الكبيران في تفسيريهما.

تفاصيل المنتج
  • الوزن
    ٠٫٥ كجم
  • ٤٢
إضافة للسلة

منتجات قد تعجبك