إن التربية هي الوسيلة التي تنتج إنسانًا إيجابيًا فاعلًا، أو إنسانًا اتكاليًا فاقدًا للثقة بنفسه، هي التي تبني الإرادة والعزيمة، أو الكسل والتواكل، كما أن التربية هي التي تصنع القيادات: الاجتماعية، والعلمية، والسياسية والاقتصادية.. إلخ.
وقد كان الفصل الأول بعنوان: مدخل حول الهدي النبوي، والفصل الثاني: معالم التربية النبوية، تحدث فيه المؤلف عن معالم التربية النبوية، والتربية المتكاملة، والاصفاء والاختيار، وطول النفس والصبر، والتدرج، والواقعية، والتربية الإيجابية والقيادية، والاعتدال، وفي الفصل الثالث تحدث عن مجالات التربية النبوية، وفي الفصل الرابع تحدث عن الوسائل والأساليب النبوية، وفي الفصل الخامس تحدث عن طريقة النبي صلى الله عليه وسلم في التعليم، وعن التواصل النبوي، ثم تحدث في الفصل السادس عن تربية المرأة، وفي الفصل الأخير تحدث عن تربية الأطفال.
رغم انتشار مؤسسات التعليم العالي وكليات التربية في العالم الإسلامي، وتوجه كثير من الأخيار لهذه الدراسات، إلا أن العناية بمنهج القرآن والسنة، وبالهدي النبوي أقل مما ينبغي، بل إن كثيرا من أبناء المسلمين وبناتهم يعرفون عن النظريات والمدارس والرموز النفسية والتربوية الغربية والشرقية أكثر مما يعرفونه عن هدي النبي صلى الله عليه وسلم ومنهجه! ومع أهمية العناية بالهدي والمنهج التربوي النبوي، وتأكُّد الحاجة إليه، إلا أن حجم الدراسات الجادة والعميقة حوله لا يزال محدودًا، وكثيرٌ مما كُتب- برغم فائدته- يفتقر إلى الاستقصاء والاستيعاب، ويقتصر على شواهد محدودة قريبة وحاضرة. إن مساحة الأفكار والرؤى البشرية مساحة واسعة ثرية تتسع للعديد من الاجتهادات والأطروحات، لكن الحديث عن المنهج النبوي أمر مختلف، فهو يتطلب علمًا بالسنة ومواطن النصوص، وفقهًا وفهمًا، وهذا الكتاب محاولة جادة لبلوغ الغاية في ذلك.
