قال رحمه الله في مقدمة كتابه هذا ثبت جمعتُ فيه جملة ممن تشرفت برؤيتهم، ولحظتني السعادة بأنفاسهم وبركتهم، من مشايخي الأئمة الأعلام، وهداة الأنام، عمدة علماء التحقيق، وزُبدة رؤساء التدقيق، الذين جعلهم الله تعالى لطلب علوم الشريعةِ المُطهّرة أوضح منهاج، ولجيدِ هذا القرن الثاني عشر ورأسه أشرف عقد وأعظم تاج، وما وقفتُ لهم عليه من مشيخاتهم الأثبات، وما ثبت لي عنهم من الأسانيد والروايات، والأحاديث المسلسلات، مما كان بطريق القراءة أو السماع أو بعموم الإجازات، تبرُّعًا بأسمائهم الشريفة، واقتفاء لآثارِهم الحميدةِ المُنيفةِ.
ثم بدأ فترجم لمشايخه الدمشقيين الذين أخذ عنهم قبل عام أربعة وأربعين ومئة وألف، ثم لمشايخه الحلبيين لما دخل حلب في هذا التاريخ.
ثم عقد فصلًا في ذِكرِ أسانيد بعض الكتب التي وقعت لنا روايتها متصلةً إلى مؤلفيها رحمهم الله تعالى مُرتّبةً على حروفِ المعجمِ.
ثم ذكر جملة من الأحاديث المسلسلات، وغيرها متصلة الأسانيد، قال: اقتداء بمن سلفنا من الأئمة الأثبات، ورجاء الدخول في زُمرة هاتيك السّاداتِ.
ثم ذكر بعض الآثار والأشعار في شرف الحديث وأصحابه، وفضل الإسنادِ وأربابه. ثم ترجم لنفسه، وختم الثبت بدعوة صالحة.