استثمار أموال الزكاة ومافي حكمها من الأموال الواجبة حقًا لله تعالى - صالح بن محمد الفوزان كنوز إشبيليا

٢٢

فإن الله تعالى خلق الخلق لغاية عظيمة، وهي عبادته وحده لا شريك له، ومن خصائص العبادة في دين الإسلام شمولها وتعدد أنواعها وتنوع مجالاتها، فمنها عبادات بدنية كالصلاة والصيام، وعبادات قولية كالذكر وقراءة القرآن، وعبادات قلبية كالخوف والرجاء والتوكل، وعبادات مالية، وهذه العبادات المالية مشتملة على إنفاق المال ابتغاء وجه الله تعالى، وقد أكدت النصوص الشرعية على إنفاق الأموال في مصارفها خاصة الأموال الواجبة (الزكوات والكفارات والنذور المالية والهدي) .


وقد طرح في الآونة الأخيرة في بعض المجامع والمؤتمرات الفقهية فكرة تشغيل بعض هذه الأموال كالزكاة في مشاريع استثمارية لتنميتها وتثميرها وصرفها للمستحقين تلبية لاحتياجاتهم المتزايدة خاصة مع النظام الاقتصادي العالمي الذي أخذ يضيق الخناق على اقتصاد كثير من الدول الإسلامية، وقد يمنع وصول بعض الأموال إلى مستحقيها، فيبقى الفقراء والمساكين بحاجة ماسة إلى تأمين مورد مالي ثابت ودائم، وأحد حلول هذه المشكلة استثمار بعض هذه الأموال كأموال الزكاة سيما مع تنوّع أساليب العمل والإنتاج وظهور المشاريع الاستثمارية الضخمة التي تُدرّ أرباحاً وفيرة على مالكيها لتؤمن للمستحقين مورداً مالياً ثابتاً بدلاً من استهلاكهم هذه الأموال في مدة وجيزة والعودة إلى السؤال ولم يقف الأمر عند البحث النظري؛ ذلك أن بعض جهات الزكاة قد قطعت شوطاً في هذا المجال الذي كان مدار جدل ونقاش بين الباحثين، ولدراسة هذه النازلة أعددت هذا البحث بعنوان: استثمار الأموال الواجبة حقا الله تعالى، الزكاة - الكفارات - النذور الهدي).


تجدر الإشارة إلى أن البحث لا يقتصر على بيان الحكم الفقهي لهذه النازلة، بل يتعدى ذلك إلى عرض بعض النماذج التطبيقية لاستثمار أموال الزكاة، مع تقويمها ودراستها على ضوء ما تم تقريره في الحكم الفقهي.

تفاصيل المنتج
  • الوزن
    ٠٫٥ كجم
  • ٢٢
إضافة للسلة

منتجات قد تعجبك