علم الاقتصاد الإسلامي خرج من مشكاة الشريعة الإسلامية الخالدة فهو اقتصاد رباني شامل متكامل، حيث يستمد أسسه ومنهجه من شمول وكمال وتمام الإسلام ذاته وما وضعه من أحكام ومقاصد تحقق للبشرية جمعاء ما تصبو إليه من الأمن المادي والروحي. ومقاصد علم الاقتصاد الإسلامي تعمل على تحقيق الانسجام بين سلوك الإنسان الاقتصادي وتصرفه بصورة تتفق مع الأحكام الاقتصادية الإسلامية، والسنن الإلهية: الكونية والإيمانية، وتسعى لتحقيق مصالح العباد في المعاش والمعاد، وتمكين الإنسان من القيام بمهمة الخلافة التي وكله الله تعالى بها على الأرض للبناء والتعمير، لتحقيق العبودية الخالصة لله رب العالمين. وفي هذا الإطار يأتي هذا الكتاب للوقوف على علم الاقتصاد الإسلامي في ضوء مقاصده حيث يتناول تعريفا بعلم الاقتصاد الإسلامي ومقصده العام، ومقاصده الكلية، مع ربط ذلك بمقاصده الخاصة، من خلال التعرض إلى العديد من موضوعاته ممثلة في المشكلة الاقتصادية، وأسس النظام الاقتصادي الإسلامي، والإنتاج، والاستهلاك، والتوزيع، والزكاة والوقف، والنقود، والتمويل الإسلامي، والتأمين التكافلي والأسواق المالية الإسلامية. والله من وراء القصد.