لما كان هذا العَلَمُ الأشم، والرجل الذي أدهش أهل العلم بسعة علمه واطلاعه وحفظه للنصوص من الكتاب والسنة وأقوال الأئمة وغيرهم، واستحضاره لها عند الحاجة، واستشهاده بتلك النصوص استظهارًا يستظهره، وعزوها إلى قائليها ومصادرها والكتب الموجود فيها كل هذا يستظهره استظهاراً من غير رجوع إلى مرجع.
ولهذا شواهد عديدة منها تأليفه للواسطية والحموية، والصارم المسلول، والرد على البكري والجواب الصحيح وغيرها كثير.
لما كان له النظر الثاقب، والتحقيق الدقيق في المسائل العلمية، والعمل الدؤوب على نشر السنة وقمع البدعة، وبذل الوقت المتواصل في نشر عقيدة التوحيد الخالص بين الناس، وإظهار ما اندرس وخفي على كثير من الناس؛ بل والرد على الملل والنحل والطوائف الحائدة عن الشريعة؛ إلى البدعة الذميمة.
لما كان عصره أيضًا - شبيها بعصرنا هذا من حيث كثرة الحائدين عن التوحيد الخالص؛ لما كان ذلك رأيت أن أجمع ما تناثر من كلامه الله في باب توحيد العبادة ليقف القارئ الكريم على هذا المجهود المدعم بالنصوص الشرعية ليسهل الرجوع إليه، والاعتماد عليه في التوضيح والتبيين للنصوص الشرعية؛ على الله أن ينفع به من قرأه وسمعه وفهمه.
المؤلف