وهو في مجلد لطيف جمع فيه الكاتب أقوال الإمام الطبري في التفسير، حيث التزم بخلاصة عبارة الإمام الطبري في تفسيره للقرآن، فتفسير الطبري كتاب عظيم القدر جليل المنزلة، وقد عزفَ عنه بعض طلبة العلم لكبر حجم الكتاب (20 مجلدًا)، فعمدَ إليه د. "عقيل الشمري" وجمع فيه المُخْتصر من قول الإمام في كل آية فقط، وجعله على شكل المصحف.
ونجد أن تفسير الطبري من أجلّ التفاسير المأثورة، وأعظمها قدرًا، وهو إمام متّبع، نصر مذهب السلف واحتج له، والتزم ذكر الروايات بأسانيدها، ولا يحكم عليها في الغالب، ويذكر الأحكام الفقهية وأقوال العلماء، ويرجّح بينها.
والطبري - رحمه الله - له منهج ثابت في تفسير الآيات المتكررة في الآيات، وهذا في جميع القرآن لا يكاد يختلف تفسيره أبدًا، والطبري بذلك يصنع المفسر صناعةً، ويمكن القارئ من صياغة التفسير، فكان من الأهمية لطالب العلم أن يطالع تفسير الطبري، وأن يتربى على المنهج الأصيل للتفسير.
وتركز عمل الكاتب في هذا الاختصار على النحو التالي:
1) المحافظة على عبارة الطبري في تفسيره، إلا ما كان من حروف المعاني أو ضمائر الربط.
2) اقتصر على ما رجحه الطبري حال ذكره الخلاف بين المفسرين.
3) يذكر جميع الأقوال غالبًا إن لم يرجح الطبري شيئًا منها.
4) اقتصر في تفسير الطبري على قراءة حفص عن عاصم سواء أرجحها الطبري أو اقتصر على توجيهها، كما في قوله تعالى: ﴿ وَالْحَبُّ ذُو الْعَصْفِ وَالرَّيْحَانُ ﴾ [الرحمن: 12].
5) يعيد تفسير الطبري للآيات المتشابهة كقوله: ﴿ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ﴾ لأن الإمام الطبري يحيل على أول موضع منها.
6) اقتضى الكاتب الحرص على تقليل الجمل بما لا يخل بالمعنى وبما يحقق مراد كلام الإمام الطبري.