هذا الكتاب
لقَدْ كَتَبَ الله لِيْ، وَلَهُ الفَضْلُ وَالْمِنَّةُ أَنْ أُشَارِكَ وَأُسَاهِمْ -وَإِنْ كُنتُ فِي الحَقِيقَةِ لست سوى مُتَطَفِّلٍ مُزَاحِمْ- فِيْ نَظْمِ دُرَرِ مِنْ هَذَا الْبَحْرِ الْمُتَلَاطِمْ (الْفِقْهِ الإِسْلَامِيِّ) مِنْ خِلالِ هَذَا الْمُخْتَصَرِ الْوَجِيزِ الْمُفيدِ (الياقوتِ النفيسِ)، لِفَضِيْلَةِ الْعَلَّامَةِ الْإِمَامِ الشَّريْفِ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ الشَّاطِرِيِّ رَحِمَهُ الله تَعَالَى، وَلَمْ يَكُنْ ذَلِكَ لِرَغْبَةٍ سابقة رَغِبْتُهَا وَلَا غَايَةٍ قَصَدتُّهَا بَلْ كَانَتْ إِرَادَةُ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ هِيَ الَّتِيْ دَفَعَتْنِيْ لِذِلكْ.
وَكَانَ المُشَجِّعُ الْمُرَغِّبُ فَضِيْلَةُ الشَّيْخِ: عُثْمَانُ النَّدَى المشهداني، الَّذِيْ أَلَحَّ عَلَيَّ أشد الإلحاح وَلَمْ يَلقَ اعْتِذَارِي لَدَيْهِ أَيَّ نَجَاحْ ، رَغْمَ اعْتِذَارِيْ الشَّديْدِ إِلَيهِ بِانْشِغَالِيْ بِأَعْمَالٍ عِلْمِيَّةِ مُبَعَّضَةٍ ، وَمِنْ أَهَمِّهَا نَظْمُ (مِنْهَاجِ الطالبين) للإمام النوي رحمه الله تعالى ، الَّذِيْ وَصَلْتُ فِيْهِ إِلَى (الرَّضَاع) أَسْأَلُ اللهَ أَنْ يُعِيْنَنِيْ عَلَى إكماله، وَتَدْرِيْسِيْ بِكُلِّيَّةِ الْمَسْجِدِ النَّبَوِيِّ الشَّرِيِف، فَلَمَّا رَأَيْتُ رَغْبَتَهُ الْجَامِحَةْ، وَأُعْجِبْتُ بِهِمَّتِهِ الطَّامِحَةْ، أَجَبْتُهُ إِلَى طَلَبِهِ، فَكَانَ هَذَا النَّظْمُ الَّذِيْ سَمَّيْتُهُ (خَيْرَ جَلِيسْ) رَاجِيًا مِنَ الله أَنْ يَكُوْنَ كَذَلِكَ وَخَيْرًا مِنْ ذَلِكَ، وَأَسْأَلُ الله أَنْ يَتَقَبَّلَهُ مِنِّيْ بِمَنِّهِ وَكَرَمِهِ، وَأَنْ يَرْزُقَهُ الْقَبُوْلَ لَدَى الطَّالِبِيْنَ وَالْمُطَّلِعِيْنَ وَيَنْفَعَهُمْ بِهِ كَمَا نَفَعَ بِأَصْلِهْ، وَلَا أَنْسَى أَنْ أَتَوَجَّهَ بِالشُّكْرِ لِفَضِيلَةِ الْمَشَايِخِ الفُضَلَاءِ الَّذِيْنَ قَرَّظُوا هَذَا النَّظْمَ، أَسْأَلُ الله أَنْ يُجْزِلَ أَجْرَهُمْ، وَيَنْفَعَ بِمَا قَالُوه.