من أروقة الكنيست إلى شوارع تل أبيب، لم يكتفِ جيش الدفاع الإسرائيلي بتشكيل أمن إسرائيل، بل إنه قام بنسج مجتمعها بأكمله.
في كتاب "جيش ليس ككل الجيوش"، يكشف حاييم بريشيت-زابنر كيف تحولت مؤسسة عسكرية إلى حجر الأساس في هوية الأمة. ويتجاوز هذا التحليل العميق الدبابات، وساحات التدريب، والحروب، ليكشف كيف أثر جيش الدفاع الإسرائيلي على كل شيء، من اقتصاد إسرائيل وتعليمها إلى ثقافتها ووعيها الجمعي.
إنها حالة فريدة، تمثلت في مجموعة من الميليشيات التي تحالفت لتكون قوة عسكرية والتي بدورها شكلت دولة. ويستند بريشيت-زابنر على بحث مكثف ورؤية شخصية عميقة ليوضح كيف أدت الخدمة الإلزامية، والعقيدة العسكرية، وتداخل الحياة المدنية والعسكرية إلى خلق مجتمع فريد تلاشت فيه الحدود بين المواطن والجندي بشكل ملحوظ. كما يستعرض هذا الكتاب المفارقة في تسمية الجيش الإسرائيلي بجيش "الدفاع"، وهو الذي لم ينجح قط إلا في العدوان، وعندما وُضعت قدرته الدفاعية موضع الاختبار في حرب 1973 كانت النتيجة هي الفشل الواضح.
واحد من أهم وأخطر الكتب التي ترجمت إلى العربية في السنوات الأخيرة والتي تكشف بقوة من نواجه وأبعاد المواجهة.
الكتاب هو خاتمة الكتب السياسية التي تقدمها البحر الأحمر لهذا المعرض.
كتاب قال عنه مترجماه إنه مثّل لهما صدمة عند قراءته للمرة الأولى.