لقد خلق الله الناس أُمة واحدة على الدين الحنيف فاختلفوا في عهد نوح عليه السلام وظهر الكفر ، فكان لكل أمة عقيدتها، وشريعتها التي تتحكم في تشريع قوانينها وتضبط تصرفاتها، وقد حازت الأمة الإسلامية الخاتمة؛ التزكية الربانية لسلامة عقيدتها وكمال تشريعها.
فأصبح الإسلام بهذه التزكية العظيمة الدين الخاتم والمنهاج المرضي وذلك لأمرين:
الأول: ربانية المصدر وقد تكفل الله تَعَالَى بحفظه.
الثاني: عالمية الرسالة.
وبالرغم من هذا، إلا أن لكل أمة حضارتها وثقافتها الخاصة بها مما يدل على تمايز الأمم بعضها عن بعض وهذا التمايز حمل بعض الثقافات على التعايش، وحمل بعض الثقافات على السلبية والتبعية المطلقة ومن ثم فلابد من موقف للإسلام العظيم الذي هو الدين الإلهي الخاتم وقد تبنت كل أُمة ثقافتها من صراع أو تعايش أو استلاب أو حوار وتفاهم، فقامت دعوات لهؤلاء مفادها تخليص البشرية من الأزمات والصراعات الدامية والحروب.
وهنا كان الأصلح هو الحوار بين الحضارات لتعم البشرية حالة من السلام والرفاهية والدعوة للحوار قديمة قدم الحضارات ذاتها، غير أن أحداث الحادي عشر من سبتمبر كانت باعثاً لها من جديد، وبشكل جاد، وهنا تباينت الرؤى لهذه الدعوات وحولها بين مؤيد بالكلية حتى ولو كان ذلك على حساب الثوابت الثقافية بل والدينية وبين رافض بالكلية حجته في ذلك؛ الخوف على الثوابت الثقافية.