فمما قيل قديما: «لولا الشيخان والمحمدان والقاضيان لذهب المذهب»
فـ«الشيخان»أبو محمد ابن أبي زيد و أبو بكر الأبهري.
و«المحمدان» محمد بن سحنون ومحمد بن المواز.
و«القاضيان»أبو محمد عبدالوهاب و أبو الحسن ابن القصار.
فهذا كتاب اجتمع فيه علم أحد الشيخين وأحد وأحد القاضيين وهو
«شرح القاضي عبدالوهاب البغدادي على رسالة ابن ابي زيد القيرواني»
كتابٌ لنفاسته بيعت أول نسخة منه بمائة مثقال ذهبا، وليس ذلك بدعا من العمل فقد بيع أصله المشروح بعشرين دينارا، وقيل: بمائة مثقال أيضًا. نقدّمه في حلة جميلة، وعمل متقن منمَّق ، استفرغنا الجهد في البحث عن نسخه الخطية، فجمعنا قِطَعَهُ مِن مصر وليبيا والمغرب وتونس، فجاء الكتاب شاملا لأكثر الأبواب، ينقصه جزء يسير يقدر بسبعين لوحة؛ يشتمل على الأبواب الأخيرة من «كتاب الطهارة» والأولى من «كتاب الصلاة».
وقد عملت عليه دراسات، وطبعت منه أجزاء متفرقة؛ مجموعها على ما فيه من ملاحظات لا يأتي على نصف هذا الإخراج.
وإتمامًا للفائدة وحيثُ لا نَعلم طبعةً مُمَيَّزَةٌ متقنَةٌ مِن متن «الرسالة» فقد صدرنا الشرح بإخراج لها في حُلَّة غير مسبوقة، شملت الضبط على أصح الأصول المنتقاة من عشرات النسخ ، مع إبراز الفروق والروايات. وحيث جرت أصول التحقيق على التقديم بدراسة للكتاب، فإنَّ القسمة تقتضي أن ينتظم كتابنا على دراستين لاشتماله على متن وشرح، فجاء العمل على أربعة أبواب رئيسة، وهي:
الباب الأول: ابن أبي زيد القيرواني وكتابه «الرسالة».
الباب الثاني: القاضي عبد الوهاب البغدادي «وشرحه».
الباب الثالث: «كتاب الرسالة» محققا.
الباب الرابع: «شرح الرسالة» محققا.