اللامع العزيزي شرح ديوان المتنبي 1/3 - مركز الملك فيصل

٣٠٠

فهذا كتاب جمع بين عَلَمَيْن عظيمين من أعلام الأدب واللغة، وشاعرين كبيرين من أشهر شعراء العصر العباسي، أحدهما قيل فيه: «مالي الدنيا، وشاغل الناس»، والثاني قيل فيه: شاعر الفلاسفة، وفيلسوف الشعراء، وربط بينهما سحر اللغة العربية، وروعة نتاجها الشعري، فقامت الصلة بينهما، وما كان أحدهما معاصراً للآخر، ولكنه جمال الصياغة الشعرية، وحسن الأداء، وجاذبية التعبير، والارتفاع في سماء الشعر، كل ذلك ربط بين الشاعرين العظيمين: أبي الطيب المتنبي وأبي العلاء المعري.


لقد كان لعبقرية شاعرية المتنبي وعبقرية شاعرية المعري الأثر الأوفى في الربط بين هذين الشاعرين؛ فقد نظم المتنبي دُرَرَ الشعر في أسلاك أبياته، وأحَسَّ المعري روعتها وجمالها برهافة حسه ودقة ذوقه وعظيم خبرته، فأهوى إلى تلك الدرر يفسر معانيها، ويجلو غوامضها، ويبين جمالها ومحاسنها، ويفخر بذلك، وبأنه ابن بجدتها، وفارس حَلْبَتها، وترجمان بلاغتها، فهو الأعمى الثاقب البصر الذي يرى بذوقه، وهو العبقري الذي يسمع حداء الجمال وغناء البيان، فيقول: كأني أنا الذي عناه أبو الطيب المتنبي بقوله:

أنا الَّذِي نَظَرَ الأَعْمَى إِلى أَدَبِي    وأَسْمَعَتْ كَلِماتِي مَنْ بِهِ صَمَمُ


إن الكتاب الذي بين أيدينا المسمى بـ «اللامع العزيزي» هو بعض شعر أبي الطيب المتنبي بشرح أبي العلاء المعري وتفسيره ونقده وتحليله، ومن الواجب قبل أن نتحدث عن هذا الكتاب وخصائصه وميزاته أن نتطرق إلى الحديث عن حياة كل من هذين الشاعرين العظيمين، ولكن من شدا شيئاً من العلم يعلم أنه ما من شاعرين أو أديبين في اللغة العربية كُتب عنهما مثل ما كتب عن المتنبي والمعري، ولو دخلنا هذا الميدان لرأينا أنه قد ذرعه مئات الفرسان فلم يتركوا فيه جانباً إلا طرقوه، ولا حديثاً إلا كتبوه ورَوَوْه، فما لنا نعيد مكرراً مقولاً، فنأخذ من وقت القارئ ما لا نستطيع أن نقدم فيه جديداً، ولا سيما أن اهتمامنا مرهون بكتاب «اللامع» نفسه، فهو الجوهرة التي تحتاج إلى كشف غطائها، والدرة التي يجب فتح صدفتها؛ لذا رأينا أن الحديث عن حياة الشاعرين العظيمين المتنبي والمعري هو من باب تحصيل الحاصل، وإعادة المعلوم، وملء الصفحات، وتسويد الأوراق، وما من امرئ فاضل يهتم بهذا الكتاب إلا وله من العلم والمعرفة والدراية والخبرة بجوانب حياة هذين الشاعرين ما يغنيه عن قراءة ما يُكتب عن حياتهما؛ لذا آثرنا أن نورد حديثاً موجزاً مختصراً عن حياة هذين الشاعرين يكون شمعة على الدرب، وتذكرة لمن له لب ... ولقد كتب عن حياة هذين الشاعرين كثير من الكتب والبحوث والمقالات، فمن أراد توسعاً وتفصيلاً، وتوضيحاً وتحليلاً، فعليه ببعض ما كتب وإن كان يفي تذكر بعض ما غاب عنه، فله فيما سنورد مندوحة.


وقد تميزت هذه الطبعة عن سابقتها باستدراك ما وقع من أخطاء سلفت، مع إلحاقها بفهارس علمية بلغت أربعة عشر فهرساً تُثري الكتاب وتكشف كنوزه، بما لايستغني عنها باحث يبحث في شعر المتنبي.


ومركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية؛ يرجو أن تكون هذه الطبعة قد قدموا كتاباً مهماً يُضاف إلى المكتبة العربية في فن اللغة والأدب.

تفاصيل المنتج
  • الوزن
    ٠٫٥ كجم
  • ٣٠٠
نفدت الكمية
المنتج غير متوفر حاليا

منتجات قد تعجبك