الملخص في الجدل - أبي إسحاق الشيرازي اسفار الكويت

٩٢

هذا كتاب رئيس الشَّافعيّين في زمانه، العالم المجتهد الورع الزاهد، عماد المدرسة الشافعية في الفقه والجدل والأصول، ممن وُضِعَت لمصنفاته القبول، وعمت كتبه الأمصار، وسَعِدَ بها أهل الديار؛ حتى إنَّهم تروحوا رُوحَها وطلبوا شروحها، فكانت حقا من عُمد المذهب وأسسه، ولُبّ روحه ونَفَسِه.


ارتحل إليه الطلاب من الآفاق، واتصلت الديار الأندلسية بإسناد علومه، قال الحافظ ابن كثير: برز على أهل زمانه، وتقدَّمَ على ضربائه وأقرانه.


أرشد في مقدمة كتابه: إلى خطته ومنهاجه؛ أراد تثبيت العلم على أرض راسخة من التمحيص والترجيح والنظر، معتبراً أن ذلك لمتقن الجدل والماهر فيه، فمعرفة ما يعترض به من الأدلة وما يُجاب به من الاعتراضات مُسهم في إعانة الفقيه على الاستنباط، وسماه: ملخصا بما يُشعر بالاصطفاء، والتَّجرُّد عن الحشو والزيادة، مع يسر العبارة وبسطها.


منهجه وبناؤه على ربط التقرير الجدلي بالتقعيد الأصولي، ومراعاة ترتيب أدلة الشريعة. استفتح ببيان تعريفات الفنّ الشارحة ، وأقام التنزيل الجدلي على خلافيَّاتِ الفقه المشهورة بين المذهبين: (الشافعية والحنفية ، وتناول التطبيقات العملية لتكون خير مثال للدرس ، بما يشهد بعبقرية (الشيخ المُلَخّص) ؛ فقد بَيَّنَ أَنَّ: النظر أقوى طريق موصل للعلم، وأنه أراد تصنيف كتابٍ في الجَدَل يُبيِّن رسومه وأحكامه، ويقرر أقسام أدلة الشرع، لأنَّ الجدل كلَّه واقع على الأدلَّة - فهي أصلُ مادَّتِهِ ـ ، وعطف عليها ببيان آدابِ الجدل وأقسامه.


ومن مزاياه الجمة: التنصيص على مَثَاراتِ الغَلَط في الاستدلال والمناظرة في مواطنها المناسبة ، وذلك بإيراد اللواحق من المغالطات عقيب «الأصول الجدلية» مما ليس منها، والتمثيل على وقوعها في مباحثات الفقهاء، فيقوى للمناظر والمتعلم تمييزها.

وهنا مقتنص بحثي للدراسات المعاصرة .


كتابنا المهم ظل حبيساً بخزائن المخطوطات مدة من الزمن، ينتظر الخدمة الطباعية العلمية، رغم أهميته وأصالته بين كُتب الفنّ، حتى يسر الله تعالى لنا إبرازه وتكشيفه على يد الفاضل د. أحمد محمَّد عروبي جزاه الله تعالى بالخير والإحسان وبارك في جهده، وله سوابق حميدة من العناية بالمصنفات الجدلية؛ من إصدارات أسفار .

تفاصيل المنتج
  • الوزن
    ٠٫٥ كجم
  • ٩٢
نفدت الكمية
المنتج غير متوفر حاليا

منتجات قد تعجبك