المعجم الصغير»: أحد معاجم الحافظ الطبراني الثلاثة المشهورة عنه، ويُشتهر هذا «المعجم» من أمرين الأول: أنه يشتمل في الغالب على أحاديث مرفوعة، إضافة إلى بعض الموقوفات على الصحابة والمقطوعات، وتميزت أحاديثه بزيادات في متونه، فأكثرت نقول أهل العلم منه، أيضًا: أنه يُعرف بشيوخ الطبراني مرتبة أسماؤهم على حروف المعجم، ويشتمل على فوائدهم وعلى تعليقات الإمام الطبراني النافعة.
وقد حظي الكتاب بعناية أهل العلم، ومن مظاهر ذلك: كثرة نُسخه المتداولة بين أئمة الحديث والحفاظ عليه، والاهتمام بالتصنيف حول أسانيده ومتونه؛ كجمع زوائده على الكتب الستة، وتخرج أحاديثه، وغير ذلك، وقد طبع عدة طبعات وأهم مزايا هذه الطبعة: الاعتماد على تسع نسخ خطية موثقة، منها سبع كاملة، ومنها سبع تفردت بها هذه الطبعة، فالكتاب يُطبع عليها أولًا، والاستعانة بمصادر تعد نسخًا فرعية من المعجم الصغير»، ومقابلة النص في النسخ الخطية المعتمدة عليها بعضها، ثم بطباعة الدكتور محمد شكور محمود أمرير، ثم بالمصادر المساعدة، وأن فروق النسخ في الهوامش وفقًا لخطة عمل محكمة ومنهج قويم لا يفوت على القارئ مما يؤدي إلى مخاطر الخطية، ويجعله بالتأكيد إلى الاختيارات، وكذلك شرح الألفاظ الغريبة شرحًا مختصرًا مفيدًا، وتخريج الأحاديث بالعزو إلى ما يلاحقها من الكتب وموطأ مالك» ومسند أحمد وربطها بالإحالة على ما يتفق معها ولو في كتابي «تحفة الأشراف» «إتحاف المهرة»، وتوثيق النص وضبطه سندًا ومتنًا مع الاعتناء بذكر الضبط في النسخ الخطية المعتمدة، والفرد بإثبات ترجيحات في صلب الكتاب لم يذكر في الطبعات السابقة، كان اعتماد إثباتها من النسخ الخطية.
هذا الصنيع المتنوع في التوثيق رفع مكان هذه الطبعة، ويجعلنا نقول مطمئنين: هذه هي الطبعة الأولى في مراتب التحقيق.
