ذكر المؤلف أنَّ الذي حداه على جَمْع هذا الكتاب، والخوض في هذا الباب الرد على قول السُّدِّي والكلبي فيما نُقِل عنهما من أنه كان على دين قومه.
وعلى ما في سير ابن إسحاق : مَرَّ زيد بن عمرو بن نفيل على رسول الله ﷺ وعلى زيد بن حارثة ، فدعواه إلى سُفرة لهما ، فقال زيد: يا ابن أخي، إني لا أكل ما ذبح على النُّصُب، فما رئي رسول الله ﷺ بعد ذلك اليوم يأكل شيئًا ذُبح على النصب.
وأنه جعله تحفة أتحف بها إخوانه المؤمنين، وطرفة أطرف بها جميع المُسلمين، يبقى ذِكرُها على الآباد، ويفوح نشرها مدى الآماد، وتَعُمُّ بركتها كل بقعة حلَّت فيها، ويستضيء كل متأمل لها بدُرَر لآليها.
