معجم أخطاء الكتاب 1/2 - صلاح الدين الزعبلاوي

٢٥٠

الكتاب درَّة نفيسة طالما انتظرها عشاق العربية، فقد أمضى المؤلف فيه عمره يبحث وينقِّب ويصنف ويؤلف إلى أن أدركته المنيَّة دون أن تكتحلَ عيناه برؤيته، فأمسك الراية بعده أستاذان جليلان من أعضاء مجمع اللغة العربية بدمشق هما: الأستاذ الدكتور محمد مكي الحسني والأستاذ مروان البواب، استفرغا الجهد وبذلا الوسع في إعداد المعجم للطباعة وتقديمه لقرَّاء العربية.


وقد اجتمع لهذا المعجم من وجوه الإتقان والجودة ما يرقى به إلى مصافِّ المعجمات المعتمدة في مكتبتنا العربية.


فأول هذه الوجوه مؤلِّفه وهو الأستاذ العلامة صلاح الدين الزعبلاوي الباحث اللغوي القدير الذي عاش نحوًا من مئة عام سلخ معظمها في رحاب العربية، ناسكًا في محرابها، عاشقًا لجمالها، هائمًا في أسرارها، محقِّقًا لأصولها، مدقِّقًا لأحكامها، منقِّرًا لنصوصها، متتبِّعًا لعللها وفوائدها، حتى أوفى على الغاية، وقد شهد له كلُّ من عرفه أو قرأ له من أرباب اللغة وسدنة العربية بالعلم الجمِّ وطول الباع وعلوِّ الكعب والمكنة من هذه اللغة الشريفة.


والزعبلاوي يعتمد في هذا كلِّه على منهج أصيل في معالجة مسائل الخطأ اللغوي بيَّنه الأستاذ الدكتور محمد مكي الحسني في تقديمه للمعجم وذلك بإيراد مقولات عدَّة له تنخَّلها من كلامه في هذا المعجم، فمن ذلك قوله: «ليس يحسن أن نسلك نهجًا نحظر به جائزًا و ننكر مستقيمًا، وإلا حار الكتَّاب في أمرهم ماذا يأخذون وماذا يدعون، بل التبست عليهم وجوهُ القول واختلطت طرائقه».


ومن ذلك قوله: «لا يزال النقَّاد يعيبون كثيرًا من الكلام الصحيح بغير دليل، وفي ذلك مجلبةٌ لارتياب الكتَّاب وتردُّدهم واختلاط الأمر عليهم، لا يدرون أي قول يأخذون».


ومن ذلك قوله: «لا يحسن بالناقد أن يقتصر في التخطئة والتصويب على اعتماد نصوص المعاجم، بل ينبغي أن يأخذ بنصيب مما جاء في كتب اللغة والتفسير والأدب، وحظ مما جاء في دواوين الشعر وصحف الرسائل ومصنفات القوم، إذ لا وجهَ لجمود المعنى في اللفظ، كما يبدو ذلك حينًا في كثير من النصوص المعجميَّة، ومن ثَمَّ كان تعويل كثير من المحدَثين على ظاهر النص، والاستغناء به عن سواه، مخالفًا لأصول ارتقاء اللغة، وتحوُّل معانيها، وتدرُّج دلالاتها، واختلاف طرائق تعبيرها بتحوُّل العصور وتعاقب الأجيال».

تفاصيل المنتج
  • الوزن
    ٣ كجم
  • ٢٥٠
إضافة للسلة

منتجات قد تعجبك